إنه وزير الحرب إيهود باراك قاتل المناضلين الفلسطينيين في بيروت، وليس هـذا فحسب بل إنه يعترف أن تخطي اللاجئين الفلسطينيين في ذكرى النكبة الأسلاك الشائكة في الجولان ومارون الراس وكسرهم لحاجز الخوف مجرد بداية تحرك واسع ضد كيانه الإرهابي.
هذا الحراك العفوي الشعبي الذي عبر عنه اللاجئون الفلسطينيون والنازحون السوريون من الجولان المحتل وإخوتهم في جنوب لبنان ، والذي أكد إرادة الصمود لديهم وتشبثهم بأرضهم مهما كان حجم المجازر الصهيونية دفع بباراك وبمسؤولي الكيان الإسرائيلي وصحافته إلى الاعتراف بأن ثمة تحديات معقدة تنتظر إسرائيل في المستقبل القريب بعد المفاجأة التي أحدثها المتظاهرون العرب خلال إحيائهم لذكرى النكبة هـذا العام.
وفي تفاصيل المشهد الإسرائيلي نقرأ جيداً ان ثمة ارتباكاً سياسياً يسود الأحزاب الاسرائيلية وأوساط حكومة نتنياهو كالارتباك العسكري الذي حدث لجيش الاحتلال وهو يقف مشدوهاً أمام عودة مسألة اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة الى سطح الاستحقاقات القادمة بعد مشاريع عديدة فاشلة للتوطين خارج فلسطين المحتلة.
وفي الوقت ذاته يقف مسؤولو هذا الكيان وهم قلقون من توسيع المشهد إلى الحدود المصرية الفلسطينية وخصوصاً في ظل الحراك الشعبي المصري الضاغط لقطع العلاقات مع إسرائيل والداعي الى وقف إمدادها بالغاز وفتح المعابر مع غزة ودعم الشعب الفلسطيني بمواجهة الاحتلال البغيض ، وإلغاء كل الاتفاقات الموقعة مع الكيان الاسرائيلي.
اليوم إذاً تدرك إسرائيل جيداً ان حق عودة اللاجئين الفلسطينين لا يمكن طيه في أدراج النسيان ولا يمكن جعلهم يستوطنون في الدول التي تستضيفهم لأن القرارات الدولية تقف إلى جانبهم ولأن إرادتهم أقوى من كل المؤامرات.