وقد دقت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ( الأليسكو) ناقوس الخطر في تقرير أوضحت فيه أن عدد الأميين العرب ارتفع من خمسين مليونا في عام 1970 إلى سبعين مليونا في عام 2005.
وقد تعرضت الجامعة العربية لضغوط شديدة في شهر تشرين الأول الماضي عندما أعدت تقريرها عن التنمية البشرية , وحالت دون إعلان عن هذا التقرير لأنه يكشف نسبة الارتفاع المخجل للأمية , كما جاء في تقرير بثته قناة الجزيرة في مطلع العام الحالي .
ولكن في النهاية انكشف المستور .
طبعا الأمية موجودة في كل بلاد العالم , لكنها لا تكاد تذكر أمام النسبة العربية فمعدل النسبة العالمية عشرين بالمائة, وفي أوروبا لا تتجاوز ثلاثة بالمائة , و يأتي الخطر الأكبر من الأمية المعلوماتية المتفشية بين المتعلمين , لأنهم لا يوظفون معرفتهم في قراءة ما يحدث في العلم وفي تكوين معرفة عامة في جوانب الحياة ومكوناتها ,
إن المفهوم العالمي للأمية اليوم يمتد ليشمل الأمية المعرفية والثقافية , وفي هذا الجانب هناك كثيرون جاهلون بما يستجد من القضايا الفكرية والاجتماعية والاقتصادية وهنا مصيبتنا أعمق وواسع .
فالأمية الاجتماعية تتفشى داخل الأسرة وتطال أسس العلاقات الزوجية وحقوق وواجبات كل فرد فيها , وإن عرفوا بعضها فهم يجهلون ويتجاهلون تطبيقها .
وحدث ولا حرج حول الأمية الاقتصادية فمع تخصيص صفحات اقتصادية في الصحف اليومية العربية يجهل كثيرون التعامل مع النشاط الاقتصادي , و يرجع خبراء الاقتصاد السبب الأكبر في تبخر نصف تريليون دور في عام واحد إلى الجهل في التعامل مع أسواق البورصة .
كيف نبي الأجيال المتطورة , وكيف نطور بلادنا في ظل هذه الأرقام المرعبة ? كيف يستطيع الرجل أن يعامل زوجته معاملة إنسانية حسب الشرع والتقاليد والفطرة البشرية ? وكيف لامرأة جاهلة أن تنشىء جيلا متعلما , وهي ترضعهم الجهل والتخلف ?.
أسئلة كثيرة بلا أجوبة لأننا أميون .