وفوق هذا فإنهم يعتقدون- بغباوة واضحة- أنهم أصحاب النعمة والفضل على جميع البشرالذين يعرفونهم, سواء كانوا زملاء لهم في المهنة أم العمل أم أوقعتهم الأقدار في طريق معرفتهم ذات يوم.
والمشكلة لا تكمن في المصادفة التي جعلت هؤلاء يتبؤون رؤوس الأهرامات في مؤسساتهم, لكن تتجلى فيما بعد هذه المصادفة, وفي نتائجها التي تنعكس على واقع العمل والأداء في تلك المؤسسات, اذ تغدو عملية التقييم محكومة بمدى الخضوع والاستكانة والاستجابة لأهواء وأمزجة المسؤول الخالية من أي إحساس حقيقي بالمسؤولية, وهو غالباً ما يلجأ للإيقاع ما بين العاملين ظناً واعتقاداً ان ذلك الطريق هو الأضمن للتمتع بمزايا السلطة والموقع.
وأجزم شخصياً أن التعامل مع هذا النوع من قناصي الفرص انما يشبه حالة السير ما بين الألغام.
فالوضع معرض للانفجار ولا يلتقي مع حدود المنطق والاخلاق وتبعاته ستلقي بظلالها عن الاداء الذي لن يخدم المؤسسة ذاتها.. وربما يخدم غيرها.