وسورية بلاد الشمس لا تحجب نورها أبداً عن أحد حتى أولئك الذين فقدوا البصر والبصيرة لهم من نور حضارتها ومجدها الكثير فهم عاجزون أن ينكروا ذلك.
وعود على بدء نقول: ليس ما يجري الامتحان الأول،ولا الأخير بالتأكيد ولكن ربما يكون الأكثر دهاء وخبثاً وقذارة لأن التخطيط مختلف، والأدوات كذلك والغايات أيضا، وإن كانت تحمل المزيد عما كان سابقاً.. ما يجري حرب عالمية ثالثة أدواتها الاعلام والتزوير وتشويه الحقائق وتدليس عالمي تقوده مؤسسات ومراكز دراسات عملت عليه طويلاً وبالتأكيد وجدت منافذ وثغرات لتتسلل منها، ثغرات أولئك الذين أحرقوا، دمروا، نهبوا، عاثوا فساداً حيث حلوا، صحيح أنهم لا يمثلون أحداً لكنهم أدوات صغيرة لغايات كبيرة، حدث صغير مطلوب أن يصبح الشغل الشاغل للعالم كله، وأدوات التجييش حاضرة وجاهزة، محللون، ومفكرون مفككون، و.... والغريب أننا لم نكتشف سابقا هذه اللهفة الانسانية عند هؤلاء في الأحداث الرهيبة التي ألمت بالعالم سابقا، ويا لعطفهم وعروبتهم وهم يصنعون من الحبة قبة، ويتمنون أن تشتعل حتى الحجارة التي بنت مدننا وقرانا ومنازلنا، يتمنون لو أن سعيراً هائلاً يحرقنا.. لا لشيء أبداً إلا ليسترواعريهم أو بالأصح حتى لا نراهم يزدادون عرياً.
ما حدث ويحدث كشف أصالة السوري أينما حل في أصقاع الأرض فالانتماء للوطن، للعطاء، لاول أبجدية، لحضارة عمرها آلاف السنين، هذا الانتماء جعل أبناء المغترب يداً واحدة، وصفاً واحداً، رسل سورية الحضارة والتاريخ، رسل سورية التطوير والتحديث.
كثيرون من هؤلاء ولدوا خارج سورية حيث يقيم الآباء منذ عشرات السنين، ربما زاروا الوطن مرة، مرتين، وربما لم يفعلوا، ومع ذلك الشعار: إلا سورية، سورية بيتنا جميعاً، بيت العرب لا تتآمروا عليها، لا تقعوا في فخ المؤامرات يا من..
ما حدث يؤسس، بل ويجب أن يفعل ذلك لمراجعة الكثير من وسائل الاتصال والتواصل مع أبناء المغترب، يؤسس لضرورة احداث وسائل مقروءة، مسموعة، مكتوبة، مرئية، قادرة على التواصل الحقيقي معهم ومع العالم الآخر بأساليب مختلفة، ما حدث يؤسس لانطلاقة جديدة في مخاطبة الآخر والحوار معه حيث هو والقدرة على الاقناع وما أكثر الطاقات السورية القادرة على فعل ذلك في الداخل والخارج لنبحث عنها، ولننظر أثناء البحث عما أنجزه من يجب أن يكون في هذا المكان أو ذاك، وقبل ذلك لنسأل أنفسنا: ماذا قدمنا للوطن ماذا علينا أن نفعل، وبعد ذلك بكثير كثير من الخجل يمكن أن نسأل عن حصاد زرعناه.. هل نفعل ؟!
dhasan09@gmail.com