| سورية وفرنسا كسبتا الرهان باريس الجواب بالمختصر.. تحاورنا.. اتفقنا على التعاون..نتجه للسلام. بيان صحفي من صفحة واحدة, اختصر طويل الكلام, وأعلن بوضوح أن سورية وفرنسا تقلبان الصفحة الى »صفحات« جديدة من التفاهم والتعاون , والعمل المشترك. لقد قدم البيان السوري - الفرنسي وثيقة تاريخية تعلن تبادل الثقة والرغبة المشتر كة في التعاون, حتى انه بحجمه الصغير »نسبياً« حدد مواعيد زيارات ومتابعات وآفاق غير محدودة للانطلاق في المجالين الدولي والإقليمي. منذ الصباح كان التفاؤل في نجاح قمة الأسد - ساركوزي سيد الموقف.. وقد تراجعت إلى حدود كبيرة الأصوات المشككة.. ومن لم يدركه نجاح الزيار ة من البيان المشترك .. أدرك تلك الحقيقة من المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيسان إضافة إلى الرئيس اللبناني ميشال سليمان وسمو الأمير حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة.. زيارة تاريخية.. ولحظات تاريخية.. وتتويج سياسي تميز بوضوحه وعقلانيته في المؤتمر الصحفي , كما في البيان المشترك.. على قاعدة ذلك كله سيتجه الرئيس بشار الأسد غداً الى قمة الاتحاد من أجل المتوسط, ليؤكد أن دور سورية في أي عمل مشترك في المنطقة يخدم السلام والتعاون. وهو الدور الذي وصفه الرئيس ساركوزي في المؤتمر الصحفي بأنه دور أساسي. لقد أظهرت قمة الأسد - ساركوزي وبيانهما المشترك.. وحديثهما في المؤتمر الصحفي توق كل من الدولتين الى دور الأخرى في المنطقة والعالم, في التعاون والسلام. هذا التوق الذي أطلق إرادة مشتركة لدى الدولتين للقاء والتفاهم .. هو - ورغم أنه فاجأ البعض - الاتجاه الموضوعي الذي يعبّر عن مسؤولية سياسية لكل من البلدين تجاه أحداث العالم ودول المتوسط. سورية وفرنسا عرفتا دائماً حاجة كل منهما للأخرى من أجل استقرار الشرق والسلام والتنمية ومن أجل أوروبا ودورها والمصالح المشتركة لها مع دول جنوب المتوسط. كل منهما عرفت أن هذه المصالح المشتركة تحتاج للعمل المشترك.. فكانت الزيارة التي هي بحق تاريخية.. كانت الزيارة التي أجابت عن كثير من الأسئلة .. وردت على كثير من التشكيك. السيد الرئيس بشار الأسد كان في باريس وفي الأليزيه الرجل المدهش في حركته ووضوحه ومواقفه.. وسيكون لذلك بعده العميق جغرافياً وزمنياً.. فقد كسبت »سورية وفرنسا« الرهان.
|
|