وإذا كان المحللون والمتابعون قد خلصوا إلى نتيجة مفادها أن هذا الكيان يفرض سياساته ورؤاه واستراتيجياته منذ عدة عقود على صانع القرار الأميركي عبر مراكز النفوذ واللوبيات الصهيونية في الولايات المتحدة وذراعها الأقوى الايباك، فإن هؤلاء أنفسهم عادوا اليوم إلى الحقيقة الثابتة والبديهية الواضحة التي تقول بأن الكيان الإسرائيلي العنصري هو مجرد مخفر متقدم للامبريالية العالمية في المنطقة ليحافظ على مصالحها ويحمي شركاتها وقواعدها المتقدمة.
وأياً كانت النتيجة سواء أن تفرض إسرائيل رؤيتها على أميركا أو أن تقوم هذه الأخيرة بتجنيد الصهاينة لخدمة أهدافها واستراتيجيتها، فإن الثابت أن هذا السرطان الغربي عمل عمله في الفتك بالجسد العربي وتأخير نهوضه لعقود من الزمن إن لم نقل لقرون كاملة.
فالكيان العنصري الذي اعتمد استراتيجية الاحتلال المباشر للأراضي العربية في فلسطين والجولان ولبنان وسيناء وتشريد أرضها وممارسة الإرهاب بحق من بقوا عليها، فإنه اليوم انتقل إلى مراحل أكثر خطورة عنوانها نشر الفوضى والارهاب والتخلف في طول الوطن العربي وعرضه.
ومن يقرأ الأحداث المأساوية التي يشهدها الوطن العربي اليوم يدرك أن ماجرى للسودان وسورية ومصر وليبيا وتونس واليمن والصومال والجزائر والعراق ولبنان ، والحبل على الجرار لبقية الدول العربية يدرك كم هي خطيرة هذه النقلة في طبيعة الاستعمار الصهيوني المدعوم غربياً سواء أكان بضغط صهيوني أم برغبة غربية لتشغيل هذا الكيان العنصري فهل يدرك أبناء المنطقة حقيقة مايجري حولهم؟!.
ahmadh@ureach.com