| بحدقة واسعة رهيفة رؤيــة في أوراقه تلك محطات من ذاكرة البلد, لم نعشها نحن, لكن لزاماً علينا أن نشم رائحتها في الكتب وفي ذاكرة الكبار, خاصة أولئك الذين اشتغلوا ونسجوا هذه الذاكرة الوطنية. من خلال عمله كسفير لسورية في واشنطن عام 1974 يمكن القول : إن عمل السفير السوري لابد أن يتركز على أمرين هامين: عرض قضايانا المحقة بطريقة مناسبة, ومحاولة تغيير صورة العرب في أذهان الغرب. إنه عرض الألم بعدسة واسعة الحدقة, حساسة ورهيفة, وكنت منذ زمن قد كتبت زاوية في ذلك, أيام عرض الممثل الفلسطيني محمد بكري فيلمه (جنين.. جنين). إنه عرض الألم كما ينبغي.. ومن أحق منا بذلك!! في فيلم فرنسي تابعته مرة - نسيت اسمه - وفي فيلم (القارئ) الذي حصد جوائز هامة ستقودك الحبكة دون كثير تنظير وشعارات وصخب إلى التعاطف مع (اليهود الذين قتلهم هتلر النازي).. إنهم يجيدون عرض الألم بطرق بسيطة جذابة تلعب على وتر العواطف الإنسانية. مما قاله صباح قباني في كتابه: إن مناحيم بيغن الصهيوني سارع للقاء الرئيس جيمي كارتر وقد أحس بخطر تعاطفه مع القضية الفلسطينية. قام كارتر بتعريف بيغن على أمه, فماذا قال هذا الأخير وهو يصافحها: كم تشبهين أمي التي قتلها الألمان عام 1942 !! يعرض قباني لأكثر من حادثة تدلل على نشاط الصهيونية العالمية, منها ما قام به (بيتيناتو) العامل في فريق البروفسور (باولو ماتييه) مكتشف مملكة إيبلا حين حاول تفسير أحد الألواح الطينية المكتشفة بطريقة تخدم تطلعات (اسرائيل) ليقول: بأنها مملكة عبرانية!! ماذا يفعل ممثلو سورية في السلك الدبلوماسي, والسلك الثقافي في أرجاء العالم ليغيروا نظرة الغرب إلينا, ويعرضوا آلامنا كما يجب؟ ليس من باب الاتهام بل من باب الاستزادة. إنه واجب دائم لا ينحصر في فترة محددة, فما بالكم في فترة الأزمة التي تشهدها سورية وتخط يومياتها بدم السوريين!؟ أعتقد أن من أهم ما يجب القيام به مستقبلاً هو نشر شبكة مبعوثين سوريين في كل حقول المعرفة في أرجاء العالم, على أن يُختاروا بعناية على أسس جديدة غير تلك المعتمدة سابقاً, فهذا استثمار سوري في مجال المستقبل suzan_ib@yahoo.com ">بامتياز. suzan_ib@yahoo.com
|
|