من الواضح أن بوش لم يستطع اخفاء غيظه وحقده تجاه سورية التي كانت دائما حجر عثرة في وجه مخططاته الاستعمارية في المنطقة,كما ان (عقله) لم يستطع استيعاب الانفتاح الاوروبي تجاهها,واثبات أنها رقم صعب في حل قضايا المنطقة ,فكان الرد بسياسة عدوانية رعناء تمثلت بجريمة آثمة.لا شك أن الاعتداء على البوكمال لم يكن الهدف منه كما ادعت واشنطن ملاحقة (عناصر القاعدة) لانه وباعتراف الجميع حتى من ادعى أن سورية عملت وتعمل جاهدة وبكل طاقاتها على ضبط الحدود مع العراق,اضافة الى ان سورية متمسكة بثوابتها بأن لا تكون اراضيها ممرا أو مستقرا أو منطلقا لاي اعتداء على الاخرين..كما أن ذاك الاعتداء كان محاولة يائسة لضرب حالة الاستقرار التي تشهدها المنطقة والذي كان لسورية دور بارز واساسي ,سواء لجهة لبنان وتبادل العلاقات الدبلوماسية معه مروراً بالعراق و تعيين سفير فيه ,وصولاً إلى تفاهم الفلسطينيين حول مسودة مصالحة وطنية لا يستطيع أحد أن ينكر الأيادي البيضاء السورية في التوصل إليه .
ما جرى من احداث دامية وحروب طوال فترة عهد بوش حتى قبيل ايام على انتهاء مهامه يؤكد خطورة ان يصل شخص كجورج بوش الى سدة الحكم في دولة عظمى يفترض بها ان تكون بيضة القبان في مناطق العالم الساخنة ,لا أن تكون فتيلاً للتوترات والحروب.
ثمانون يوماً على انتهاء ولاية بوش و مغادرته البيت الأبيض و هي أيام طوال مع شخص موتور يملك قرار إدارة الحروب و اشعال الفتن في انحاء العالم , و هنا تقع المسؤولية على العقلاء في الولايات المتحدة الاميركية أن يسارعوا إلى رفض سياسته التي جلبت الخراب و الدمار لهم و لشعوب العالم من خلال عدم التصويت لمن يتبنى أفكاره و ينوي السير على خطاه لاحقاً .