ماذا لو كان الأمر مقلوباً?!
البقعة الساخنة الجمعة 31/10/2008 أحمد حمادة وجهت سورية رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي بخصوص العدوان الأميركي السافر الذي أسفر عن استشهاد سبعة مواطنين سوريين أبرياء تطالب فيها المجلس بتحمل مسؤولياته لادانة هذا العمل الخطير و لمنع تكرار مثل هذه الانتهاكات وتحميل المعتدي المسؤولية حفاظاً على الأمن والاستقرار في المنطقة.
وقبل الرسالة السورية إلى مجلس الأمن كان العالم قد أدان الجريمة التي اقترفتها قوات الاحتلال في العراق ضد المواطنين العزل في مدينة البوكمال واعتبرته المنظمات والهيئات القانونية والانسانية الدولية عملاً عدوانياً يمثل خرقاً خطيراً لسيادة الدول وانتهاكاً لمبادىء الأمم المتحدة وميثاقها الذي نص على أن يمتنع أعضاء الهيئة جميعاً في علاقاتهم عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأية دولة في العالم.
ولعل السؤال الذي يلقي بظلاله على هذا العدوان وكذلك على آلية التعاطي معه هو : ماذا لو أن دولة عربية ما أطلقت طائراتها باتجاه فلسطين المحتلة وقتلت عدة مستوطنين صهاينة ? وماذا لو أن العمل ذاته كان باتجاه قوات الاحتلال في العراق ?! ألم يكن مجلس الأمن الدولي ومن خلفه الولايات المتحدة ستقيم الدنيا ولاتقعدها وسيبادر المجلس بضغط أميركي مكشوف ومفضوح إلى اصدار القرارات والبيانات التي تحمل هذا الطرف أو ذاك مسؤولية ماسيطلقون عليه (العملية الارهابية) وسيصدر قراراته المتوقعة تحت البند السابع وستتحرك الأساطيل والبوارج لتهديد هذه الدولة أو تلك لخروجها المزعوم على الشرعية الدولية?!.
بالتأكيد سيكون كل ذلك لأن مجلس الأمن لايزال أداة طيعة بيد من يمارسون الارهاب والعدوان ولذلك فإنه لن يتحرك ولن يستنكر إلا إذا كانت الأعمال التي سيصدر قراراته من أجلها تمس مصالح هؤلاء وليس غيرهم!!
ahmadh@ureach.com
|