تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


زراعة الصناعة

على الملأ
الاثنين 24-11-2014
علي محمود جديد

دائماً عندما يلتقط الإنسان فكرة ما، ويركز عليها، ويكون جاداً في الذهاب بها إلى آخر المطاف، لا بد أن يصل إلى نتيجة حاسمة تقوده إلى تثبيت الفكرة واعتمادها، أو إلى إيقافها وتحييدها، وربما إلغائها.

والواقع فإن التقاط فكرة الصناعات الزراعية في سورية والتي تعتمد على تصنيع المنتجات الزراعية المحلية مُلتَقطة منذ زمن غير قليل، ولا نجافي الحقيقة إن قلنا بأن التركيز على هذه الفكرة كان معقولاً نوعاً ما، فظهرت في سورية صناعات نسيجية تعتمد على محصول القطن، وصناعة السجاير التي تعتمد على محصول التبغ، وصناعة السكر التي تعتمد على محصول الشوندر السكري، وصناعة الحبوب والطحين والخبز التي تعتمد على محصول القمح، وصناعة الكونسروة التي تعتمد على الخضار والفواكه وما إلى ذلك.‏

وكان لهذه الصناعات تواجداً ملحوظاً على الساحة السورية، غير أن التركيز عليها لم يصل بالنهاية إلى الذهاب بها - أو على الأقل بأغلبها - إلى آخر المطاف، فالصناعات النسيجية ما تزال غير مستوعبة لمحصول القطن بأكمله لا نسجاً ولا حتى غزلاً، ولا يزال القطن يصدر جزء منه خاماً، وكذلك صناعة الكونسروة، فما تزال الكثير من الخضار والفواكه القابلة للتصنيع خارج نطاق استيعابها وهذا يؤدي في كل عام إلى تلف كميات كبيرة من تلك المنتجات الزراعية.‏

وهنا نلامس محصول الحمضيات الذي ما يزال يفتقد - هو الآخر - لمصانع العصائر في الوقت الذي تنتشر فيه بكثرة مصانع المياه الغازية المنافسة بطريقة مشوّهة وغير منصفة تقودنا لتشجيع إيقافها، أو على الأقل فرض إقامة خطوط لإنتاج عصائر الحمضيات الطبيعية في كل مصنع للمياه الغازية .. أو أي حل آخر .‏

والتبغ فعلى الرغم من نجاح مؤسسته وتحقيقها للأرباح العالية فما تزال لدينا كميات كبيرة من التبغ التي تُصدَّر خاماً، وكان بالإمكان تصنيعها واستنباط أصناف فاخرة من السجائر الجديدة التي يمكن أن تُضاهي أصنافاً شهيرة، وتحقق قيماً مضافة عالية.‏

على كل حال الحكومة الآن تلتقط فكرة أولوية جديدة لديها تتمثّل بدعم الزراعة والصناعة والتركيز عليها، وهذا الدعم إن كان جاداً يعني أن الحكومة ستذهب بالمحاصيل الزراعية إلى آخر المطاف، وسوف توفر للصناعيين سبل القدرة على تصنيع المحاصيل بالكامل وصولاً إلى معادلة تكاملية بين الزراعة والصناعة، تنتج بالنهاية دعماً حقيقياً للقطاعين الزراعي والصناعي معاً، من خلال ما يمكن أن ينجم عن نجاحات جراء هذا التكامل، فمن أهم القضايا الداعمة للصناعة وجود مواد التصنيع الأساسية القريبة وهذا ما توفره الزراعة للصناعة، ومن أهم القضايا الداعمة للزراعة وجود المصانع القريبة القادرة على استيعاب المحاصيل الزراعية وتصنيعها وتحقيق القيم المضافة المأمولة المحققة للجدوى الاقتصادية وبكفاءة عالية وهذا ما يمكن أن توفره الصناعة للزراعة .‏

حقاً علينا أن نزرع الصناعة ونذهب بهذه المسألة إلى آخر المطاف بلا تراجع ولا تردد.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي جديد
علي جديد

القراءات: 11416
القراءات: 835
القراءات: 814
القراءات: 820
القراءات: 875
القراءات: 856
القراءات: 844
القراءات: 845
القراءات: 884
القراءات: 904
القراءات: 816
القراءات: 894
القراءات: 906
القراءات: 884
القراءات: 1011
القراءات: 938
القراءات: 912
القراءات: 984
القراءات: 924
القراءات: 1002
القراءات: 896
القراءات: 969
القراءات: 990
القراءات: 995
القراءات: 1049
القراءات: 1051

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية