تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التسامح صفة تلازم السوريين!!

أروقة محلية
الأحد 21-4-2013
إسماعيل جرادات

التسامح الاجتماعي واللحمة الوطنية ومتطلبات العيش المشترك عناوين يطرحها بل لنقل تضمنها مرسوم العفو الأخير، هذا المرسوم الذي يعد الأشمل والأعم عما سبقه من مراسيم عفو صدرت قبله والتي وصل عددها إلى ستة مراسيم وهو السابع خلال الفترة السابقة،

ونحن عندما نقول عنه إنه الأشمل والأعم كونه تضمن فيما تضمن العفو عن الغالبية العظمى من الجرائم بمختلف أنواعها ومسمياتها بدءاً بأشد الجنايات المعاقب عليها بالإعدام والجنح وصولاً إلى المخالفات البسيطة، ناهيك عن كونه أخذ بالحسبان تدابير الإصلاح والرعاية للإحداث في الجنح وملامسته للجوانب الإنسانية وخاصة فيما يتعلق بالمرضى والمسنين من الملاحقين جزائياً.‏

وعندما نشير إلى التسامح الاجتماعي الذي تضمنه هذا المرسوم، إنما نشير إلى تلك الصفة التي يتصف فيها السوريون منذ آلاف السنين وهي حبهم لبعضهم بغض النظر عن تنوع شرائحهم الاجتماعية، ناهيك كون هذا المرسوم سيعيد الحياة إلى آلاف الأسر التي ابتعد عنها أبناؤها نتيجة ارتكابهم أخطاء إما بحق وطنهم أو مجتمعهم، لكن كما قلنا إن هذا المرسوم فتح أبواب التوبة لكل من ارتكب فعلاً يعاقب عليه ليعود إلى أخذ دوره في بناء مجتمعه ووطنه، هذا بالإضافة إلى أن الوطن بحاجة إلى كل أبنائه المخلصين الذين لم يرتموا بأحضان الخارج ولم يتآمروا على تدميره، ولاسيما أن مرسوم العفو يأتي في مناسبة غالية على قلوب كل السوريين هي مناسبة الجلاء... جلاء المستعمر عن أرض الوطن، وبطبيعة الحال هذا الجلاء لم يكن منجزاً لولا التضحيات الجسام التي قدمها الآباء والأجداد، ونحن ننظر اليوم إلى اليوم الذي تنجلي فيه عن أرض سوريتنا الحبيبة تلك الغيمة التي أرادها لها أعداء سورية.. هذه الغيمة أريد من خلالها سرقة استقلالنا المنجز كما قلنا بدماء الشهداء، لكن على ما يبدو أن هؤلاء الأعداء لم يجيدوا قراءة التاريخ السوري، هذا التاريخ الذي يقدم قراءة حقيقية لما يتصف به السوريون عبر المراحل التي مروا بها بدءاً من بداية الاحتلال العثماني ومقاومته وصولاً إلى الاحتلال الفرنسي وطرده، واليوم السوريون يواجهون حرباً حقيقية يراد منها الإجهاض على الاستقلال الناجز الذي قدم من أجله السوريون دماء زكية طاهرة، ولذلك لن يسمحوا لأي مستعمر جديد أن يسرق استقلالهم مهما كلفهم ذلك من تضحيات.‏

نعود لنقول: إن مرسوم العفو يشكل في مواده فرصة لمن ضلوا الطريق أن يعودوا إلى جادة الصواب ويمارسوا حياتهم الطبيعية، ناهيك كونه أيضاً أي مرسوم العفو يفتح نافذة جديدة أمام الخارجين عن القانون وارتكبوا أفعالاً بحق الأفراد والدولة كي يعودوا أيضاً إلى جادة الصواب وينخرطوا في المجتمع يشاركون في بناء مجتمعهم ودولتهم التي هي الأم الحنون لكل أبنائها.‏

asmaeel001@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 اسماعيل جرادات
اسماعيل جرادات

القراءات: 693
القراءات: 687
القراءات: 667
القراءات: 736
القراءات: 718
القراءات: 691
القراءات: 763
القراءات: 735
القراءات: 707
القراءات: 715
القراءات: 738
القراءات: 742
القراءات: 743
القراءات: 680
القراءات: 753
القراءات: 827
القراءات: 791
القراءات: 788
القراءات: 818
القراءات: 938
القراءات: 817
القراءات: 741
القراءات: 772
القراءات: 800
القراءات: 865

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية