ويقول المحللون أيضاً إن الإدارة الأميركية تواجه معضلة مهمة وهي أنها حين تقدم كل هذه الأسلحة الفتاكة والمتطورة لاسرائيل وحين تقوم هذه الأخيرة بإساءة استخدامها فإن واشنطن تنتهك قوانين الولايات المتحدة نفسها، ويؤكد هؤلاء جميعاً الدعم العسكري لاسرائيل فقد كل مسوغاته الاقتصادية وحتى السياسية في يومنا الراهن، لكن ما يعجز عن تحليله كل هؤلاء الباحثين والمحللين هو تقديم المبررات المنطقية لاستمرار الدعم العسكري الأميركي لاسرائيل.
فالبعض يعيد السبب لثقل اللوبي الصهيوني في الكونغرس بمجلسيه الشيوخ والنواب والبعض الآخر يرجعه إلى تغلغل هذا اللوبي في المؤسستين العسكرية والأمنية وصولاً إلى البيت الأبيض وفريق ثالث يعود إلى الأسباب التقليدية معتبراً أن اسرائيل لاتزال شرطي الولايات المتحدة في المنطقة ولاتزال تؤدي وظيفتها المرسومة لها ولذلك لايزال الدعم العسكري يواصل فصوله السخية على اسرائيل ومسلسلاته العدوانية على الشعب الفلسطيني خصوصاً والعربي على وجه العموم.
وتأتي الصفقة الجديدة التي كشفت عنها صحيفة «نيويورك تايمز» والتي تقول بأن أميركا ستضع لمساتها الأخيرة خلال أسبوع وقيمتها حوالي عشرة مليارات دولار تتشارك فيها اسرائيل مع دولتين عربيتين، تأتي لتعيد موضوع التسليح الأميركي لاسرائيل إلى سيرته الأولى والهدف منه وهل لازالت اسرائيل تمارس الوظيفة ذاتها وأين العرب مما يجري حولهم أم إنهم لايزالون يدفنون رؤوسهم بالرمال ويظنون أن أميركا صديقتهم وشريكتهم كما هي اسرائيل بالنسبة لأميركا؟!