كما لم يبق مخرج ما يمكن ان يشكل حلاً في سورية باستثناء الجلوس الى طاولة الحوار الوطني , بعد كل المبادرات التي اتخذتها الدولة من موقع دورها ومسؤوليتها الكاملة عن جميع مواطنيها , حتى في ظل استمرار المواجهات المسلحة مع العصابات والمجموعات الارهابية , وفي ظل الدعم والتمويل الدوليين من جانب دول اقليمية لقوى الارهاب الممتد على مدى العامين الماضيين .
ولعل موطن القوة في موقف الدولة في سورية يتمثل في امتلاكها لرؤية ومعرفة وثقة كاملة لجميع ما يجري على الارض , فضلاً عن معرفتها لكل ما يتم العمل عليه في عواصم دول القرار , وما يتم صوغه من مؤامرات تفصيلية بهدف زيادة أمد الأزمة الراهنة , الامر الذي يعطي الدولة عوامل قوة تمكنها من فرض سيطرتها على جميع مؤسساتها على الرغم من تواجد المسلحين في عدة مناطق يتحكمون بمقدراتها ,كما تمكنها من مواجهة كل الهجمات وكل حملات التحريض الخارجية المحمولة اما في المنظمات الدولية والاقليمية التي تسيطر على قراراتها قوى الغرب المتآمرة والتي تنفذ فبركاتها حكومات اقليمية مرتبطة وعميلة ذات طبيعة تصنيعية , او من خلال وسائل الاعلام الكبرى التي استخدمت منذ البداية سلاحاً اساسياً في التحريض الفئوي وزرع الفتنة واختلاق الروايات الكاذبة وتجنيد المحللين السياسيين من ذوي النفوس الرخيصة واصحاب الشهرة الكاذبة وتسهيل تمرير فتاوى التكفير ودعوات القتل من جانب بعض رجال الدين المتعصبين الذين تم توظيفهم مسبقاً استعداداً ليوم المواجهة مع سورية وشعبها المخطط لها منذ فترات بعيدة .
الرؤية الواضحة والمتكاملة والواسعة التي تمتلكها الحكومة تمكنها من السير بخطوات ثابتة في تنفيذ برنامجها الاصلاحي والمضي قدماً في الاعداد العملي لخطوات الحوار الوطني بعد تذليل كل العقبات المحلية والخارجية والحصول على دعم وتأييد دوليين , والوصول الى نتيجة توافقية بين القوى العظمى وهي الحفاظ على الوحدة السياسية للبلاد بعد انكشاف الدور الواسع للمجموعات الارهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة وما يمكن ان تحمله من نتائج وتأثيرات سلبية على الامن والاستقرار , ليس في سورية والمنطقة فقط , ولكن في العالم كله وخاصة على اوروبا القريبة جغرافياً والموطن الحاضن لكثير من حركات التعصب الديني , والتي تشرف على دعمها وتطورها اجهزة الاستخبارات في تلك الدول بعلم حكوماتها , وتستراً عن شعوبها المخدوعة ببدعة الديموقراطية وتصديرها ودعمها في العالم كله.
الحقائق ظاهرة كالشمس في رابعة نهار صيفي حار , لكن تحالف التآمر الخارجي المستعمر مع اصحاب العروش التي ارتقوها دون وجه حق تحاول ان تخفي ذلك النور الساطع الظاهر للعالم كمن يضع الغربال حاجزاً بين الشمس والعين.