تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


انتظار.. بنكهة سورية !

رؤية
الاثنين 5-1-2015
سعاد زاهر

ربما أكثر ما نجمع عليه.. الانتظار.. هل من سوري لاينتظر أمرا ما.. كلنا ننتظر.. !

ترى الكاتب الايرلندي صموئيل بيكيت لو عاش انتظارنا السوري، هل كان سيعدل مسرحيته الشهيرة في انتظار غودو.. ؟‏

لم نعتقد يوما أننا سنكون هكذا مادة دسمة لانتظار مذهل، لو كان بيكيت يعرفه ربما لبدل الكثير من مفردات مسرحيته ليترافق مع هذا الانتظار ألم إنساني مدهش.‏

ليس أقسى من انتظار بل أمل..‏

ونحن لاننتظر فقط.. بل نقتات انتظارا.. !‏

آه يادروب الانتظار كم آلمتنا خطواتك..‏

كم أذهلتنا خطواتك المتسارعة نحو مصير محتوم، لايفكنا منه شيء.. وكأننا نساق نحو قدرنا هكذا بلا أدنى إرادة صاغرين، فاغرين أفواه جمدها الخوف..‏

نحن ننتظر.. ولكن ماذا عن أولئك الذين أصبحوا في أواخر العمر.. واعتقدوا أن أبناءهم سيتلقفونهم بين أيديهم حين تحين أوقات ضعفهم.. !‏

نحن ننتظر لكن ماذا عن أطفال.. لايشمون سوى روائح البارود.. ولا يستيقظون إلا على أصوات الحرب.. تنتظرهم أيادي القسوة لتعلمهم أن وجودهم في زمن رديء ما هو الا أقسى العقوبات..‏

ماذا عن انتظار راحلين لن يعودوا أبدا..‏

ووجوه لن نراها أبدا.. !‏

ماذا عن أولئك الذين ينتظرون غداً جديداً أجمل.. غد آخر لايحمل كل هذا النزف..‏

الصوت السوري يريده ولكن إرادة الحرب تشله.. وتهزا به.. !‏

الزمن عادة هو الذي يحطم الإنسان، ويسرق منه كل شيء حتى أوان الموت، أم نحن هنا فإننا نحن من نحطم بعضنا، أي قبول للحياة على هذا النحو، ماهو إلا قبول بالعجز..‏

في قسوة الانتظار.. يهدر الزمن ولكن يتكاتف البشر ليمرروا الوقت آمنين..‏

أما هنا.. هناك احتمال آخر لتتويج انتظارنا بمزيج مختلف لبؤس بشري لامثيل له، بعضنا لايزال يركل هذا الانتظار عابثا، غير عابئ سوى بأن هدوءاما سيحل في نهاية الأمر هازئا من كل المخاوف التي مررنا بها ونحن نناور للتخلص منها.. !‏

soadzz@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 سعاد زاهر
سعاد زاهر

القراءات: 11300
القراءات: 840
القراءات: 894
القراءات: 846
القراءات: 1021
القراءات: 847
القراءات: 869
القراءات: 830
القراءات: 833
القراءات: 869
القراءات: 884
القراءات: 863
القراءات: 894
القراءات: 898
القراءات: 928
القراءات: 956
القراءات: 935
القراءات: 953
القراءات: 928
القراءات: 1029
القراءات: 943
القراءات: 995
القراءات: 1003
القراءات: 1013
القراءات: 794
القراءات: 858

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية