تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تقول «إسرائيل»!!

البقعة الساخنة
الاثنين 5-1-2015
علي نصر الله

صدر مؤخراً التقرير الاستراتيجي الإسرائيلي لعام 2014 الذي درجت سلطات الاحتلال على إصداره في نهاية كل عام بهدف وضعه في التداول دراسة ونقاشاً واسعاً؛ للإفادة منه ومن استنتاجات البحث فيه، ليصار إلى وضعها بين أيدي صنّاع السياسة الإسرائيلية، وتسخيرها لخدمة أهداف المرحلة القادمة.

الكيان الإسرائيلي الغاصب في التقرير السنوي الذي يصدره تباعاً، لا يدع شاردة ولا واردة مهما صغرت إلا ويأتي على ذكرها وتحليلها للاستفادة منها، وتكاد الجهة التي تُعدّ التقرير أن تكشف الخطوط العامة لسياسة الحكومة الإسرائيلية - بصرف النظر عن كونها يمينية أم يسارية أم ائتلافاً بينهما - من دون أن تكشف أسراراً سياسية أو عسكرية. وفي خلاصة القول: يمكن لأي متتبع لمثل التقارير الإسرائيلية هذه أن ينتهي لاستنتاجات مهمة تتصل بموضوعاتها ومحاورها.‏

وإذا كان كل ما جاء في التقرير جديراً بالدراسة والبحث كخطوة للتّعرف على أنماط تفكير عدوّنا الأول، فإن الجزء المتعلق منه بسورية جدير بالتوقف عنده مطولاً، ذلك أنه يتحدث بوضوح عن تورط دول بعينها بدعم الإرهاب ومجموعاته، فضلاً عن أنه يحدد المصادر والجهات التي تحتضن الإرهابيين وتدعمهم وتموِّلهم وتسلحهم وتدرِّبهم.‏

طبعاً، لا نحتاج في سورية لمثل هذه التقارير الإسرائيلية لنتعرف على هذه الجهات، لأننا نعرفها جيداً، ولأننا نمتلك الأدلة القاطعة ضدها، غير أن كشف إسرائيل عن بعض معلوماتها بهذا الصدد يكون من الأهمية بمكان، وتتضاعف أهميته عندما لا تنفيه الجهات التي أشارت السلطات الإسرائيلية إليها، وتلك التي ذكرتها بالاسم: (السعودية، قطر، وتركيا) !!.‏

بانتقاد واضح لا يخلو من الخيبة تقول إسرائيل: إن كل التقييمات الغربية بخصوص ما يحدث في سورية كانت خاطئة لأنها اعتقدت أن النتيجة ستماثل النتيجة الحاصلة في مصر وتونس، وتشير بانتقاد أيضاً إلى أن الوزير ايهود باراك أخطأ - كما أخطأ الغرب - عندما اعتقد أن سقوط سورية سيكون قريباً.‏

وبمرارة جليّة لا تخفى، تُقرّ إسرائيل في مكان آخر من التقرير بأن كل محاولات توحيد الجهات التي تحارب ضد الدولة السورية قد فشلت، في إشارة واضحة لمحاولات التدخل الأميركية - الغربية إلى جانب المجموعات الإرهابية، وتضيف: إن الدعم السياسي والمالي واللوجيستي الذي قدمته الأطراف الإقليمية والعالمية أوجد حالة تعادل في الصراع الدائر، لكنه لم يحسمه بسبب ما أسمته تردد الولايات المتحدة.‏

لا أحد في دويلات الخليج قادر على نفي المعلومات الإسرائيلية، ولا أحد في تركيا يتجرأ على مجرد التفكير بالنفي أو التعليق، فكيف سيكون حال الأردن الذي تعده إسرائيل بالمساعدة في الرد على أي تحركات قد تأتي ضده بسبب سماحه بدخول وخروج (المقاتلين) من وإلى سورية؟ وهل للبلاط في عمّان أن يتنكر لما قاله كيان الاحتلال من أنه يتشارك معه استغلال ما يجري في سورية لإضافة لبنة أخرى في شبكة علاقاتهما الاستراتيجية؟.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 12285
القراءات: 1611
القراءات: 1272
القراءات: 1431
القراءات: 1393
القراءات: 1202
القراءات: 1449
القراءات: 1308
القراءات: 1432
القراءات: 1515
القراءات: 1521
القراءات: 1588
القراءات: 1859
القراءات: 1231
القراءات: 1310
القراءات: 1248
القراءات: 1622
القراءات: 1432
القراءات: 1399
القراءات: 1479
القراءات: 1426
القراءات: 1453
القراءات: 1425
القراءات: 1730
القراءات: 1434
القراءات: 1314

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية