للتفاوض باسم مرسليها وليس باسم الشعب السوري الذي كان ينتظر حواراً مع معارضة وطنية تشارك في بناء الوطن والمشاركة في القضاء على الإرهاب، أما وفد فنادق الرياض فقد آثر أن يكون كبير مفاوضيه ينتمي إلى فصيل إرهابي جرائمه تعرفها دمشق ومحيطها.
معارضة تحتاج إلى مستشارين أمريكيين للإجابة على ورقة العناصر الأساسية التي قدمها وفد الجمهورية العربية السورية للحل السياسي للأزمة في سورية هي ليست معارضة سورية ولا يمكن فرضها بهذا الاسم مهما حاول أن يجمل شكلها الوسيط الدولي الذي يحابي واشنطن والرياض ولا ينقل لهم أو ينقل عنهم ما يستفزهم على حد قول دبلوماسي في جنيف، حيث لا يعرف الوفد السوري مع من يتحاور، فمحاوره الرئيسي هو السيد دي مستورا وحده الذي يصر في الإمعان بالابتعاد عن القرار الدولي رقم 2254 وتفاهمات فيينا إرضاءً لواشنطن والمملكة الوهابية، وهو بذلك يبتعد عن الحيادية إذا استبعدنا النزاهة حتى الآن!
ورقة عمل وفد بني سعود تدل على أنه لا يستطيع الخروج من تحت عباءة أسياده وهو يقدم رؤية المملكة الوهابية الحالمة في تعقيد الوضع في سورية والابتعاد عن الحل السياسي طالما أن واشنطن لم تفرض عليهم أوامر، وأعطتهم مساحة للحركة وفسحة لتخريب الداخل السوري هي وشركاؤها في سفك الدم السوري تركيا أردوغان ودويلة الغاز وغيرها من الدول التي تقل وتكثر مساهمتها حسب قيمة الشيك الذي يقدم لها، أو أمر العمليات التي تكلف به من واشنطن أو تل أبيب بشكل مباشر.
ما زال وفد الحكومة يحاور دي مستورا والذي يقدم ويؤخر ويأخذ ويرد ولا أحد يدري إذا كان الكلام الذي يقوله يعود له أم للمعارضة المتخفية خلف ظهره أم إلى واشنطن والسعودية.
ورغم استمرار مباحثات «جنيف3» إلا أن انتهاك وقف الأعمال القتالية شبه يومي مع استمرار مماطلة واشنطن في التعامل مع الطلبات الروسية المتكررة للاستمرار بتنفيذ باقي بنود الاتفاق بين البلدين حول تطبيق آليات رقابة التنفيذ، يدل على أن واشنطن ما زالت بعيدة عن الاقتناع بأن الوقت قد حان للتعاون في وقف الحرب على سورية والعمل مع الأطراف الأخرى لإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية، ما يعطي انطباعاً للوفد المرسل من قبل بني سعود بأن يسترسل في عرقلة الحوار السوري في جنيف... أي أن النتيجة ربما تبدو حتى الآن هي المماطلة فقط..