وبينهم قاصرون ونساء ، لكن السؤال الذي يشير إلى البوصلة التي يسير فالس على مؤشرها وحسب سهمها هو: لماذا كانت حكومات بلاده المتعاقبة تغض الطرف عن تنقلهم بين حدود دول الاتحاد الأوروبي؟ ولماذا لم تكن استخبارات بلاده تجهد نفسها لمنع انتقالهم من الأراضي الفرنسية إلى المنطقة العربية.
لا بل إن السؤال الأهم هو :لماذا كانت هذه الاستخبارات تنسق مع جهات إقليمية لتسهيل عبور المتطرفين إلى المنطقة بدل تنسيقها معها لمنع عبورهم وسرقتهم للنفط والآثار ثم التباكي على الإرهاب الذي يدمر ويقتل ويرعب الآخرين.
لا إجابة على فالس وغيره ممن فقد البوصلة سوى أنهم يتعاطون مع الإرهاب ومحاربته بازدواجية غير مسبوقة ، فهم يندبون تفشي الإرهاب انطلاقاً من بلدانهم من جهة، ومن جهة يدعمون الإرهاب بكل أسباب البقاء.
ولعل المفارقة الصارخة في أقوال فالس أنه يؤكد أن كل هؤلاء الأشخاص يشكلون تهديدا خطيراً على الأمن الوطني في حال عودتهم إلى بلاده وأن هناك 338 شخصاً معتقلا لدى أجهزة أمنه في الوقت الراهن ممن عادوا من سورية والعراق، دون أن يخبرنا كيف دعمت حكومته هؤلاء ولم تحسب حساب خطرهم بعد عودتهم.
والمضحك المبكي في تصريحات المسؤولين الغربيين أنهم لا يشددون إلا على وضع المتطرفين تحت رقابة مشددة ووضع أسمائهم تلقائيا في قاعدة البيانات الأمنية في بلدانهم ، ولم نسمع منهم تركيزاً على تجفيف منابع الإرهاب !.
ahmadh@ureach.com