تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«حيادية» دي ميستورا

نقش سياسي
الأربعاء 23-3-2016
أسعد عبود

يتصف المبعوث الدولي السيد دي ميستورا بمجموعة من الصفات التي تتلاقى مع كونه وسيطاً سياسياً دولياً متميزاً، جاداً... نشيطاً... مبادراً. مهمته في سورية شهدت ارتباكات متكررة ودائمة.

السبب الرئيسي لذلك - بتقديري – هو توجهه إلى المهمة بفهم مشوب بشكل ما حول المسألة السورية! ما جعله أحياناً يبدو خارج أطر الحيادية.!!‏

السيد دي ميستورا دبلوماسي غربي، فهم القضية – ولا ريب – متأثراً بهذه الحقيقة، الفهم الغربي للحالة السورية بشكل عام غير حيادي، الغرب فرض على فهمه منذ البداية موقفاً أكثر من مخاصم.. بل معادٍ... للحكومة السورية، ورغم تطور فهمه للحالة القائمة إلا أنه لم يستطع الخروج من طرح اسقاط الحكومة السورية كمقدمة لأي حل.‏

دي ميستورا ورغم توجهه الغربي الطبيعي غير الملام عليه كدبلوماسي غربي ومن خلال كونه راغباً بحق في البحث عن مخرج، تتبع الرؤى الروسية لما شعره من موقف لها أقرب للموضوعية... هو يعلم أن كل أوراق التفـــــاوض القائمة والمتداولة منذ جنيف 1 وحتى جنيف 3 مروراً بفيينا وغيرها... هي نتيجة العمل الروسي الجاد والموضوعي، وراهن على التنسيق الروسي الأميركي.‏

لا أحد ينكر الدور الكبير لهذا التنسيق المستمر والذي له موعد اليوم في موسكو...لكن من الضروري للمبعوث الدولي أن يخلق بديناميته المفترضة والمنتظرة تقارباً وتنسيقاً سورياً – سورياً.. وهذا ما يفترض منه التخلي كلياً عن أي موقف شخصي يبعده ولو قليلاً عن الحيادية الايجابية.‏

ما من شك أن الحالة جد معقدة ومركبة ومتشابكة... وليس من السهل احداث الخروقات الكبرى فيها.. لذلك مقبولة الخطوات المتدرجة، ولا بأس بما تحقق حتى الآن.. ولا بأس أيضاً بالرهان على التنسيق الروسي الأميركي.‏

إنما يجب أن ندرك كما يدرك السيد دي ميستورا وغيره ان في التنسيق الروسي الأميركي ثمة لعبة مصالح تلعب بشكل طبيعي، هي ليست فقط مصالح الطرفين الدوليين المتشاركين في عملية الحوار والتنسيق... بل هناك مصالح دول وقوى أخرى قد لا تلتقي بالمطلق مع مصالح السوريين.‏

لاحظ هنا مثلاً شروط تركيا والسعودية على تشكيلات وفود المعارضة!!! هي ترعى مصالحهما وليس مصالح السوريين.‏

هنا يجب أن يظهر دور الأمم المتحدة ومبعوثها.. في رعاية مصالح السوريين ككل وليس استخدامها كشواهد اعلامية اعلانية لتبرئة طرف وإدانة آخر.‏

إن لم تعتمد مصالح السوريين ويسعى لتقريرها وتحقيقها السوريون أنفسهم سيطول الزمن قبل الوصول إلى حل.‏

السوريون أصحاب المصلحة الأولى والأكيدة بالحل ومن أجل الوصول إليه نقبل باستخدام كل الأدوات والوسائط المتاحة، ولا نقبل التضليل.. مصالح السوريين لهم وتعنيهم مباشرة وليس عن طريق أطراف أخرى أينما كان تعسكرها.‏

As.abboud@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 788
القراءات: 817
القراءات: 807
القراءات: 900
القراءات: 747
القراءات: 867
القراءات: 812
القراءات: 857
القراءات: 788
القراءات: 833
القراءات: 736
القراءات: 826
القراءات: 825
القراءات: 788
القراءات: 828
القراءات: 960
القراءات: 696
القراءات: 1005
القراءات: 1164
القراءات: 899
القراءات: 857
القراءات: 1183
القراءات: 1070
القراءات: 852
القراءات: 1011

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية