تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ليسوا مني

معاً على الطريق
الأحد 13-1-2013
مصطفى المقداد

لم يكن المشاركون في المؤتمر العام الثاني عشر للاتحاد العام للصحفيين العرب الذي التأم في القاهرة مؤخراً تحت شعار «صحافة حرة.. تجمع ولا تفرق» يشبهون أنفسهم أبداً، فما بين مؤتمرين متتاليين تبدلت أمور وتغيرت مواقف وسقطت أنظمة سياسية وأتت أخرى،

فيما تبدى دور الإعلام كمحرك وصانع للأحداث أكثر من أي وقت مضى.‏

قبل سنوات أربع كان الصحفيون العرب يتقاطرون، منفردين أو مجتمعين للتقرب من سورية ووفدها وأبنائها أينما كانوا، وكانت سورية تمثل البوصلة والمنارة والشهادة الصالحة التي يسعى الجميع للفوز ببركتها وبركة أبنائها..‏

وكان المعلن من جميع المواطنين العرب بأن سورية وسياستها وقراراتها ومواقفها تمثل مواقف وآراء وتطلعات الشارع العربي كلها، وللشارع العربي كله..‏

وكانت سورية المقياس الأمين للوقوف على وضوح الموقف من المحافظة على حقوق الأمة العربية ومقدساتها أو التفريط بها.‏

وكانت الأحكام والتقييمات تتحدد بالتقرب من الموقف السوري أو البعد عنه.‏

أما اليوم فإن أمام الصحفيين مرآة أخرى وهم يقفون على أرض مغايرة كما أنهم يتنفسون برئات مستجدة، ويفكرون بطرائق وافدة، ويتحدثون بلغات لا تنتمي إلى ألسنتهم وشتان ما بين الموقفين والزمنين.. فهل تكفي أربع سنوات لحصول هذا التبدل والتحول.‏

لقد كان الإعلام قائداً للرأي الشعبي فغدا جزء من الإعلام صانعاً لموقف الجزء الآخر من الإعلام نفسه، فأصبحت محطات ووسائل إعلام محدودة وقليلة تشكل المسار المحدد ببقية وسائل الإعلام فأضحى العاملون في هذا القطاع، وفي جلهم، يسيرون من خلف قلة قليلة من أقرانهم الذين ارتضوا لأنفسهم أن يلعبوا دور الأعور الدجال ذي الألاعيب الكثيرة القائمة على الدجل والتضليل.‏

إنه الدور الذي رسمه سياسيون محترفون وعتاة في صوغ المخططات المستندة إلى فكرة السيطرة السياسية والاقتصادية والثقافية والفكرية، فينفذه متخصصون وحرفيون بصدقية واهتمام دون أن يدركوا أنهم ينظرون في المرآة وينفذون في الوهم، فما يرونه بعيونهم لا يعبر عن الواقع أبداً وما يعتقدون أنهم يمسكون به بأيديهم لا يتعدى خيال صورة أحدهم في مرآة محدبة أو مقعرة فيرى انعكاسه أكبر أو أصغر من الحقيقة، وأقرب أو أبعد من الواقع.‏

هؤلاء الذين لا يدركون أنهم ينظرون في المرآة فلا يقبضون إلا الوهم، يخسرون من ذواتهم ودواخلهم وحين يدركون الحقائق تكون الأيادي المخربة قد وصلت إلى غرف نومهم، واحتلت أسرتهم في عمق بيوتهم وممتلكاتهم وعندها لن تفيد المعرفة شيئاً ولن يكون الندم ذا نفع يرتجى.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 11447
القراءات: 864
القراءات: 798
القراءات: 774
القراءات: 817
القراءات: 841
القراءات: 882
القراءات: 807
القراءات: 857
القراءات: 919
القراءات: 869
القراءات: 858
القراءات: 883
القراءات: 882
القراءات: 889
القراءات: 973
القراءات: 911
القراءات: 960
القراءات: 978
القراءات: 967
القراءات: 839
القراءات: 912
القراءات: 952
القراءات: 953
القراءات: 850
القراءات: 998

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية