والمفارقة الصارخة في تصريحات الإبراهيمي أنه كان للتو يؤكد أن سورية ترغب بالحوار وتريد للمبعوث الدولي أن ينجح في مهمته وأن الحكومة السورية تؤيد الحل السياسي الشامل للأزمة، ثم سرعان ما انقلب على تلك المواقف وأطلق تلك العبارات حول الوضع الذي يسير من سيئ إلى أسوأ كما قال دون أن يحمّل أحداً من الأطراف الاقليمية والدولية مسؤولية ذلك.
وإذا كان الإبراهيمي قد خرج عن المألوف وعن الجوهر الذي يفترض أن يمثل مهمته وتحدث عمن يجب أن يشكل الحكومة الانتقالية ومن يمثل المرحلة الانتقالية فإنه بلا شك تجاهل تماماً المبادرة السورية التي أطلقها الرئيس الأسد، ولم يحلل بشكل منطقي برنامج الحل السياسي الذي تضمنته المبادرة مع كل تفاصيله للحل والحوار والتوافق على ميثاق وطني يعرض على الاستفتاء الشعبي ويرسم خارطة طريق لحل الأزمة.
ولا شك أن مثل هذه التصريحات والسياسات والمواقف لا ترى الأزمة إلا بعين واحدة وتتناغم تماماً مع سياسات الولايات المتحدة التي تريد تدمير الدولة السورية وإضعاف اقتصادها وقدراتها العسكرية خدمة للأمن الاسرائيلي، وإذا كان الإبراهيمي يريد فعلاً ايجاد الحل السلمي الذي يخدم جميع أبناء الشعب السوري فما عليه إلا الابتعاد عن إملاءات الدول الغربية وعلى رأسها أميركا وعندها يستطيع الوصول إلى الحل المنشود.