بتكاتفهم وتآخيهم ومحبتهم لبلدهم, استطاعوا أن يسطروا أروع الملاحم والبطولات والانتصارات في وجه عدو غاشم لايعرف إلاّ امتصاص خيرات الشعوب ونشر التخلف وزرع بذار الفتنة بين أبناء الوطن الواحد.
فكانت عزيمتهم وإيمانهم بأن ما أخذ بالسلاح لايسترد إلا بالسلاح وهذا ما عبر عنه القائد العام للثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش من جبل العرب في بيانه للثوار حين انطلقت ثورتهم ضد المحتل الفرنسي وكان جسد سورية يتألم في كل بقعة وعلى كل شبر أرض من هذا التراب, في الوقت الذي كانت فيه أصوات الثوار من جبال الساحل حين صرخ الشيخ صالح العلي مع ثواره في وجه المحتل ملقنيهم دروساً لاتنسى إلى حسن الخراط والقاوقجي الحر وإبراهيم هنانو وأحمد مريود ولاننسى عظمة الشهيد يوسف العظمة الذي أبى أن يدخل المحتل الفرنسي سورية إلا على جسده ولم يبخل لأن الوطن أغلى.
ولأنها سورية الحضارة, والتاريخ المسطر بدم أبنائها الميامين, سمت فوق جراحها النازفة وكتبت بعزيمة أبنائها أنشودة الاستقلال فاجتمعت يومها أصوات مآذن الجوامع وأجراس الكنائس لتردد أنشودة الخلاص من عدو حاول تدنيس أرضها والعبث بوحدتها وأعلن الاستقلال في السابع عشر من نيسان 1946ومن يومها أشرقت الشمس بأشعتها على بيادر الحقول مع أغان اعتاد السوريون أن يرددوها في مواسم الحصاد.
واليوم ومع كل الجراح النازفة ورغم تعاظم حجم المؤامرة الكونية التي تحاك في غرف الظلام لتخريب وتفتيت هذا البلد وإضعاف جيشه العقائدي الذي تربى على الولاء للوطن والمقاومة في وجه المحتلين لكل شبر في وطننا الكبير, فأبناء سورية الذين علموا الأعداء دروسا في كيفية الحفاظ على الهوية ودحر كل محتل ومتآمر هم اليوم أكثر عزيمة وإصراراً على الانتصار على كل أشكال الإرهاب وأدواته ومموليه وتقديم الغالي والنفيس من أجل استقلال سورية وسيادتها الوطنية وثبات مواقفها مع المقاومة الشريفة فكل عام وسورية بألف ألف خير.
wmhetawi@hotmail.com