كما انهم يقرون بأدوار مفبركة واختراع لروايات مختلقة في ظل حالة من الانفلاش الاعلامي للفضائيات التي تضطلع بلعب دور الافتاء القاتل والترويج لسياسة الفرقة وزرع الفتنة، واللعب على المبادىء والمعتقدات، وتوظيف عشرات الشيوخ والمراجع الداعية للارهاب عبر عشرات المحطات الفضائية المدعومة من اكثر من مصدر مشكوك بنواياه.
ولعل الفكرة والخلاصة الاكيدة تمثلت في الخسائر الكبيرة لكل من الوطن والشعب في كل يوم تستمر فيه الازمة، ومع مطلع كل صباح تستمر فيه المواجهات وعمليات القتل والتفجير والاغتيال، وهو يختلف عما حدث في اكثر من دولة نظراً لموقع سورية ومواقفها السياسية خلال تاريخها المقاوم منذ الاستقلال وحتى اليوم.
ويقف المدافعون عن الحريات الصحفية خجولين مما يمكن ان يقدموه للقراء العرب في ظل تراجع مستوى الحريات الصحفية في البلدان التي حدثت فيها تغيرات سياسية واسقطت انظمتها القديمة تحت دعاوى تحقيق اوسع للحريات، وصولاً الى اصدار تشريعات قامعة للحريات كما حصل في مصر نفسها، وبالتالي فان المدافعين عن الحريات الصحفية يستشعرون مسؤولياتهم المرحلية اكثر من اي وقت مضى في ظل تداخل المعلومات والمعطيات، والتدفق الكبير للمعلومات والاخبار من جانب واحد الامر الذي يشكك في صدقيته بعيداً عن حقيقة الوضع المخالف لتلك الروايات المصنعة بطريقة متقنة، لكنها تنبىء عن كذبها امام صمود الشعب وعدم تأثره بكل الروايات الكاذبة، وعدم وقوعه في مستنقع الخوف نظراً لامتلاك رؤية واقعية تخالف تلك الروايات والتحليلات التي يقدمها فاجرون يقومون بتحريف وتزوير واجتزاء البيانات والتصريحات والدعوات الوطنية، ويحاولون حرفها عن هدفها الحقيقي دوماً.
وامام حالة التضليل والكذب والتحريض الاعلامي يتناسى المشرفون على قنوات الفتنة والقتل الوضع الانساني للمواطنين السوريين داخل الوطن وخارجه، متجاهلين تحديد المسؤولية عن هذه الحال التي دفعت بالكثيرين للهجرة خوفاً منالمجموعات المسلحة، ليقعوا تحت ضغط المجتمعات التي تستضيفهم، وخاصة الخارجين على القانون، او في ظل غياب الامن والأمان الاجتماعي كما في مصر، اذ يتعرض الهاربون السوريون لكل اشكال الابتزاز والاغتصاب والسلب وعرض الفتيات للزواج القسري مقابل دراهم معدودة، يتكفل بشرعنتها شيوخ مساجد وجوامع في اكثر من مدينة مصرية، بحيث سجل زواج قرابة اثني عشر الف فتاة سورية بمهر لا يتجاوز خمسمئة جنيه مصري خوفاً من التعرض للاغتصاب في دولة زاد فيها معدل الجريمة بعد وصول الاخوان المسلمين الى الحكم فيها قبل ثمانية اشهر.
هذه صورة لبعض ما تتعرض له الاسر السورية في دول اللجوء، وتشرف على الاساءة لهم هيئات وتنظيمات وجمعيات معروفة، لكن ذلك لا يجد صدى في وسائل القتل والفتنة، فأين يقف المدافعون عن الصحافة وحريتها، وماذا سيقولون عن اعلامهم وقد تخلى عن ابسط معايير هذه المهنة الشريفة، وهل يكفي اصدار ميثاق للشرف الصحفي لردع من باعوا انفسهم، انها شهادة للتاريخ ستكون قرينة لاصدار الحكم العادل مستقبلاً، ولن يكون ذلك بعيداً.