تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الزراعات الأخرى

على الملأ
الأثنين 25/8/2008
علي نصر الله

في مطلع التسعينيات من القرن الماضي, تحول عدد كبير من مزارعي المنطقة الساحلية الى زراعة الخضار المحمية »الصالات البلاستيكية« وقبلها جرت تحولات مشابهة من زراعة الحمضيات الى الزيتون وبالعكس.

وفي المناطق الاخرى , جرت تحولات مماثلة بين زراعات اخرى, فما السبب ? ولماذا يحجم أو يقدم المزارع هنا وهناك على زراعة دون سواها?!‏

الريعية والجدوى الاقتصادية تكاد تكون السبب الاساسي في هذه التحولات , والمعادلة التي تحكم هذه الحالة هي المدخلات والمخرجات المادية ,واذا كانت هذه الصورة تعكس شكلاً من اشكال الفوضى الزراعية بعيداً عن الخطة الواضحة والموجهة فإن في ذلك ما يقارب نصف الحقيقة.‏

ذلك لان الزراعات الاخرى او غير الاستراتيجية لا تحظى بالاهتمام , ولا تلحظ في الخطط الزراعية وتقع خارج الاحصاءات الرسمية.‏

صحيح ان الخطة الزراعية الحكومية تلحظ الزارعات الاساسية والاستراتيجية وتتشدد الجهات المعنية بتنفيذها لما لمحاصيل ونتاج هذه الزراعات من اثر اقتصادي واجتماعي وسياسي مهم , لكن ثمة حلقة او حلقات مازالت مفقودة في هذه الخطة اذ لا يكفي ان تعنى وتهتم وتتابع المحاصيل الاستراتيجية وتهمل الزراعات الاخرى.‏

ولما كان من المتعذر متابعة وتوجيه اصحاب الحيازات المحدودة , فانه من المعروف ان هناك من يعمل الى جانب وزارة الزراعة » اتحاد الفلاحين - الجمعيات - المستثمرون «.... الخ.‏

وبناء عليه يمكن التأسيس لعمل تشاركي موجه يؤمن الاحتياجات ويحافظ على الأمن الغذائي ويحمي المزارع والمحصول ويحول دون استنزاف الموارد المائية ويستقطب اسواقا خارجية.‏

لا شك انها عملية معقدة وتنطوي على صعوبات جمة الا ان ذلك لا يعفي الجميع من المسؤولية والعمل المنهجي وتقديم المبادرات التي من شأنها الحد من الفوضى الحاصلة التي تهدر الجهد والموارد المائية وتخرج مساحات واسعة من الاراضي من الدورة الاقتصادية .‏

القوانين الخاصة بالاستثمار في المجال الزراعي, والمبادرة لاحداث صناديق الدعم الزراعي , وحماية المنتجات والاتجاه لاستصلاح المزيد من الاراضي الزراعية, الى جانب الاهتمام بالاقتصاد والموجه في الزراعة تشكل مطلبا وخطوة اقتصادية مهمة , تضع نهاية للفوضى , والخسائر التي تلحق بالمزارع والمجتمع , ولنتذكر ما حصل معنا هذه السنة وفي السنوات السابقة ببعض المحاصيل التي لم يتم جنيها لوفرتها ولانخفاض اسعارها بما لا يغطي تكاليف الانتاج!!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 12372
القراءات: 1653
القراءات: 1307
القراءات: 1474
القراءات: 1428
القراءات: 1251
القراءات: 1487
القراءات: 1359
القراءات: 1471
القراءات: 1557
القراءات: 1564
القراءات: 1630
القراءات: 1899
القراءات: 1273
القراءات: 1348
القراءات: 1293
القراءات: 1664
القراءات: 1477
القراءات: 1431
القراءات: 1514
القراءات: 1470
القراءات: 1495
القراءات: 1467
القراءات: 1779
القراءات: 1479
القراءات: 1356

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية