ليس للاطلاع على توجهات الرئيس الجديد الذي لا شك أن لديها ما يكفي من المعطيات بشأنها، بل في اطار سياسة العصا والجزرة التي طالما انتهجتها حيال مصر، ومجمل دول المنطقة والعالم.
وبعد استفاضتها في الحديث عن المعونات الاقتصادية التي تقدمها وستقدمها بلادها لمصر، واستعدادها لاعفاء القاهرة من ديون تقدر بمليار دولار، وصلت كلينتون إلى بيت القصيد سريعا حين أكدت التزام الرئيس المصري بمعاهدة كامب ديفد وزادت بأنها تأمل ان يبادر إلى ترتيب لقاء مع رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو من دون تدخل من واشنطن!.
ما لم توضحه السيدة كلينتون هو لأي غرض سيكون هذا اللقاء، وما هي القضايا التي يمكن لمرسي ان يبحثها مع نتنياهو لأنه في الواقع لا يوجد ما يمكن أو يستوجب بحثه، ويكون تاليا اللقاء هو المقصود بذاته كرسالة واضحة بأن العهد الجديد، لا جديد فيه بشأن العلاقة مع اسرائيل.
والواقع ان مثل هذا اللقاء كان حتى الرئيس المصري المخلوع يتحرج منه في ظل انعدام أي افق سياسي على صعيد مسيرة التسوية، واذا كانت واشنطن تسعى علنا لدفع الرئيس المنتخب إلى هذا المنحى، فإنما تريد افراغ الثورة المصرية غير المكتملة حتى الان من أي مضمون على صعيد السياسة الخارجية المصرية التي تقزمت في العهد السابق إلى حد كبير، وهو ما تنبه له أنصار الثورة وخرجوا للتظاهر احتجاجا على هذه الزيارة .