وتالياً العالمي في أنفاق مظلمة لايعلم مداها خبراء الاقتصاد أو السياسة ولا حتى المنجمون الفلكيون المنتشرون عبر عشرات المحطات الفضائية في العالم؟!
إنهم أصحاب الرؤوس الحامية في الولايات المتحدة ممن يمتلكون شركات السلاح والمال والنفط ودفعتهم شهوات التسلط والسرقة وجمع الثروات الخيالية إلى انتاج فيلم «11 أيلول» ومن بعده استنفار العالم كله لتمويل عدة حروب في منطقتنا العربية والإسلامية تحديداً دون أي اعتبار أخلاقي أو إنساني لمقتل مئات الألوف وتشريد الملايين في العراق وأفغانستان وليبيا والصومال والسودان والحبل على الجرار.
لكن اللافت في كل ماجرى أن حسابات حقلهم لم تنطبق على حسابات بيدرهم ، فخططوا لغزو العراق وظنوا أن الشعب سيستقبلهم بالورود فوجدوا جحيماً لا يطاق وخسائر فاقت كل التوقعات ، وخططوا للاستيلاء على افغانستان لضمان خطوط إمداد الطاقة بين المشرق والمغرب فسقطوا في المستنقع وخططوا لتدمير ليبيا في أسبوع وشفط نفطها وإذ بهم يدخلون الشهر الخامس دون أي أفق.
وآخر تقريرلمعهد واتسون التابع لجامعة براون يؤكد أن أجمالي تكلفة حروب أميركا تجاوزت 3.7 تريليون دولار قابلة للزيادة إلى 4.4 تريليون ، وتدخل في حسابات الفوائد وتعويضات جرحى الحرب، ناهيك عن مقتل آلاف الجنود الأميركيين وإصابة عشرات الآلاف بالجروح والعاهات النفسية والجسدية.
ورغم كل هذه الكوارث والفواجع لايزال المحافظون الجدد في إدارة أوباما يصرون على ارتكاب المزيد من الجرائم الحربية بحق بلدهم والعالم فنراهم يضغطون في مجلس الشيوخ لاستمرار تمويل الحرب في ليبيا ويخططون لافتعال حروب اخرى في السودان وغيرها فإلى متى دفن الرؤوس في الرمال؟!