تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التخريب.. من يمثل..؟!

الافتتــاحية
الاثنين 4-7-2011
بقلم رئيس التحرير: علي قاسم

كثيرون ينظرون بارتياب إلى أعمال التخريب المتعمدة التي يقوم بها أفراد .. بعضهم احترف التخريب، وبعضهم الآخر يتعود على الاحتراف،

وكثيرون تصيبهم الدهشة وهم يكتشفون وجهاً غريباً لم نعتد عليه في سورية، وبعضهم على الأقل لايجد مايفسر به تصرفات أولئك..‏

بين هؤلاء جميعاً من يقف صامتاً.. تكاد هذه المشاهد لاتمر أمام ناظريه.. ولاتعنيه حتى.. لا في الدرك الذي وصلت إليه، ولا في المستوى الذي عبّرت عنه.. وقلة بينهم لايشعرون بالدهشة ولايستغربون، وإن لم يظهروه إلى العلن صريحاً واضحاً.‏

في جميع التفسيرات والتبريرات وحتى الذرائع ثمة ارتباك في الإجابة على الأسئلة التي تطرحها تلك التصرفات، وليس هناك من لديه الإحاطة الكاملة بالدوافع والأسباب والأهداف.‏

ثمة من يتحدث عن ثقافة تتنامى في ذلك الوسط، وتعبّر في بعض مظاهرها عن رغبة في نشر الفوضى والترويع، باعتباره المناخ الوحيد الملائم لكي تنمو بعيداً عن الأعين، وخارج الرقابة وهي التي اعتادت على العيش في الظلام.‏

فيما المصطلحات الخارجة عن أي منطق.. وعن أي تصور تحولت إلى مهارات في الانحدار نحو الهاوية.‏

لكن الأمر ليس بهذا التوصيف البسيط، ولا هو فقط تلك المشاهد التي تنشر الخراب أينما حلت، إنما في تعزيز صورة الإكراه والإجبار على كل من يعترض ترهيباً وترويعاً وصولاً إلى الأذية المباشرة.‏

المسألة بخطورتها ليست في النتائج الأولية والمباشرة لعمليات التخريب والترويع، إنما فيما تراكمه من تداعيات لها نتائجها البعيدة، حين يتحول التخريب إلى مشهد تعتاد عليه العين، ويصبح السكوت عليه أمراً مفهوماً.. أو التواطؤ في التستر عليه عملاً قابلاً للنقاش، وحتى تقديم الأعذار لأصحابه، فيضمن الجاني مناخاً من الصمت المريب.‏

والأخطر أن يتحول السلوك إلى ثقافة تعوض الفشل المتلاحق في أدوات تم استخدامها وتوظيفها لتحقيق ماعجزت عنه بوسائل أخرى.. لتقدم رسائل متخمة في فجائعيتها تجاه مايحدث ومن يقوده.. ومن المسؤول عنه، وإلى أين يريده أن يصل، ومن يمثل ؟!.‏

لم يعد الأمر مجرد شواهد آنية على حوادث عابرة استخدمت في كثير من الأحيان للتغطية على عجز هنا وإفلاس هناك.. إنها أبعد من ذلك.. وأكثر خطورة مما تظهره، حين تعتاد العين عليه وتتعايش معه.‏

في الكثير من المشاهد التي ترقب خلالها بعض التفاصيل وبعض ملامح أولئك تجد نفسك عاجزاً عن فهم أسبابه وغاياته، وخصوصاً أولئك الذين يشاركون فيه بعبثية لا طائل منها إلا نشر الفوضى والترويع.‏

فهل باتت الفوضى هدفاً بعد أن كانت أداة، والترويع غاية بعد أن قدمت نفسها كوسيلة.. وهل الصمت هنا مواربة أخرى في الموقف مما يجري.. لنصل إلى الحد الذي بتنا مضطرين أن نتهم الصمت بالتواطؤ!!.‏

لا نعتقد أن هناك من يمتلك الجرأة على التبرير.. ولا أن يقدم تفسيراً منطقياً.. لذلك نجزم أنه ليس هناك من له مصلحة حتى لو ارتبط بأجندات أو كان جزءاً من أدوات، ولنحذر.. فالفوضى حين تعمّ لا تفرق.. والترويع حين يشيع لا يستطيع أن يتبين الصحيح من الخطأ.. حذار من ثقافة تتفشى، ويظل البعض صامتاً أو مكتفياً بإشارات لا تنمّ عن موقف أو تصلح للوجهين..‏

لم نعرفها في سورية من قبل.. لم نكن نعتقد بوجود من يحملها أو يتبناها.. لا نستطيع أن نقول إنها قابلة للحياة أو للاستمرار ولا حتى للانتشار.. لكن حذار أن نصمت عليها أو نستسهل أكثر في التصدي لها.. إنها لوثة مفخخة قابلة للانفجار، ووباء يتفشى، وحصاد نتائجه الوخيمة قاسية على الوطن والمواطن.‏

a-k-67@maktoob.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7091
القراءات: 1010
القراءات: 1169
القراءات: 955
القراءات: 956
القراءات: 943
القراءات: 1074
القراءات: 905
القراءات: 844
القراءات: 941
القراءات: 990
القراءات: 875
القراءات: 813
القراءات: 864
القراءات: 1068
القراءات: 947
القراءات: 766
القراءات: 954
القراءات: 975
القراءات: 1036
القراءات: 991
القراءات: 869
القراءات: 1039
القراءات: 948
القراءات: 1079

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية