إن القمة العربية (افتراضياً) هي السلطة العربية العليا تنطق باسم 22 دولة يسكنها 324 مليون نسمة بيد أن ميثاقها لو عدل لتصبح قراراتها ملزمة لسقطت (الافتراضية), ولئن كانت الوحدة العربية حلماً فهي في الواقع المعاش حقيقة قائمة باعتبار اللغة والدين والتراث والماضي بآلامه, والحاضر بمرارته والمستقبل بضبابيته, ولئن كان من الطبيعي أن تكون ثمة نقاط خلاف بين هذا البلد العربي أو ذاك فما هي إلا عوارض (صحية) تلقائية كنار الشوك سرعان ما يشب لهيبها وسرعان ما يخبو فتغدو رماداً تذروه الرياح.
وكالمرض الذي يكمن في الجسم ويصبح الألم فيه مألوفاً فإن ثمة جائحات تنهك وطننا العربي إن أهملت تفشت وازداد تفشيها وهي 1- يعاني من الأمية الأبجدية حوالي 70 مليوناً وثمة 10 ملايين طفل خارج المنظومة التعليمية.
2-عدد العاطلين عن العمل يبلغ 16 مليوناً وهي أعلى نسبة بطالة في العالم.
3-التجارة البينية بين البلاد العربية لا تتعدى 8% رغم التكامل الاقتصادي والجغرافي, وتنوع الثروات النفطية والزراعية والسياحية الطائلة.
4-السوق العربية الموحدة على أهميتها لا تزال مجمدة وتحتاج إلى تفعيل.
5-المواطن العربي لا يدخل البلد العربي الآخر إلا بتأشيرة دخول محددة المدة يحصل عليها بشق النفس عدا سورية يدخلها العربي بلا تأشيرة.
والأمل كبير بالقادة العرب أن ينهضوا بمسؤولياتهم التاريخية ولو خطوة خطوة كما يبل الصادي ريقه حتى لا ينال منه الظمأ, يقول الشاعر قريط بن أنيف:
قوم إذا الشر أبدى ناجذيه لهم
طاروا إليه زرافات ووحدانا
لا يسألون أخاهم حين يندبهم
في النائبات على ما قال برهانا
إننا نحن العرب نزل القرآن بلساننا وتحملنا تبعات ظهور الإسلام وانتشاره حتى قارب عدد المسلمين اليوم المليار وخمس المليار من سكان المعمورة فلا مهرب لنا اليوم-ما دامت تسري في دمائنا تلك النخوة التي إن ماتت متنا-من ساعة صحوة استمراراً للمساعدات التي بدأت منذ ما قبل حرب تشرين عام 1973 وما بعدها كإنشاء مدينة الشيخ زايد في مصر وكاستثمارات دول مجلس التعاون الخليجي وخصوصاً الكويت وقطر بالمساهمة في إنعاش حركة التنمية الناشطة في سورية الآن ومساعدات أخرى.
anhijazi@aloola.sy