هذه الإحصائيات التي أعلنتها منظمة العفو الدولية في الذكرى الخامسة لغزو العراق واحتلاله لاتمثل في الحقيقة الاجانباً من جوانب شرور الادارة الاميركية التي تتشظى هنا وهناك, ولاتعكس في الواقع الا واحدا من أوجه الديمقراطية التي تريد واشنطن تعميمها في المنطقة وربما في العالم.
وفي واقع الأمر يعرف العالم كله هذه الحقائق, وهومطلع على تفاصيل اكثر أهمية مما تعلنه هذه المنظمة أو تلك من المنظمات التي تعنى بالديمقراطية وحقوق الإنسان, والإدارة الاميركية ذاتها لاتنكر هذه الوقائع والارقام في تقاريرها الرسمية التي تناقش في البنتاغون والكونغرس,لكنها كمن يخدع ذاته, تهرب الى الأمام وتسعى في خطابها السياسي والاعلامي الى تزوير الحقائق.
واذا كانت ادارة بوش ترغب في ممارسة لعبة خداع شعبها وذاتها للتغطية على فشلها وخيبتها , فما الذي يدفع حكومات (العالم المتحضر) الى تقبل الخديعة والسكوت عن قول الحقيقة ومواجهتها, ثم الايعد هذا الموقف السلبي مشاركة فعلية في كل مايجري, ام انه ينطوي في اطار لعبة الامم على محاولة لتوريط الولايات المتحدة إسقاطا لإمبراطوريتها??!
واستطرادا يمكن القول: لو صح ان المسألة معقدة على هذا النحو, وهناك غايات سياسية تبيتها اطراف وقوى دولية للولايات المتحدة, فهل يكون وقوف العرب على الحياد امراً مقبولا فيما تجري الأحداث على ارضهم وتهدد امنهم واستقرارهم وتصيبهم الشرور في الصميم?!
أن تقف على الحياد تجاه اي حركة تحرر في هذا العالم هوموقف غير مقبول فكيف اذا كان الأمر يتعلق بأمن وطنك واستقراره , وبحق امتك وقضيتها العادلة التي تتعرض لمحاولات التمييع والاختزال?!.
لاشك ان المنطقة باتت متخمة بشظايا شرور الاحتلالين الاميركي والاسرائيلي, ولاشك ان العراق وفلسطين ولبنان والمنطقة بأكملها تقف اليوم على مفترق حاسم ينبغي على الحكومات العربية ان تتنبه لمخاطره , ولأهمية التضامن والخروج من قمة دمشق المرتقبة بموقف واضح وحازم, يدعم كل أشكال وسبل المقاومة لإسقاط مخططات الشر, ولنتذكر جميعاً مقولة أن اسرائيل ليست أقوى من أميركا, ونحن لسنا أضعف من فيتنام.