بهدف التشويش والتفشيل والالتفاف والمنع من اتخاذ قرارات, تستجيب لمقتضيات المرحلة وطبيعة التحدي, فهذا امر متوقع وردة فعل منتظرة لادارة لاتشذ عن سابقاتها, الا في التوصيف بأنها اكثر صهيونية وتطرفاً وعدوانية لا العرب فحسب وانما تجاه العالم كله.
فأي لقاء عربي وعلى اي مستوى. و اي تشاور او تنسيق او تضامن ولو كان في الحدود الدنيا, هو خط احمر يثير قلق طرفي الحلف الامريكي - الصهيوني . ومصدر خطر يتهدد حسب مفاهيمهما وعقيدتهما المصالح والمشاريع المشتركة, القائمة على النهب الاستعماري وسياسة القهر والالغاء. والكسر لارادة الشعوب , ينبغي التصدي له بكل الوسائل منعاً من الحصول, وتكريساً للحالة المرضية الشاذة التي تبقي الساحة القومية دون توازن ولا منعة, سهلة الاخذ والاستباحة والاختراق, في وجه ثقافة الانهزام ومشاريع الاستسلام.
لقد راهن الغرب الامريكي والاوروبي ومعهما الصنيعة (اسرائيل) طويلاً, على الضعف والانقسام والتشرذم وغياب الكلمة والموقف العربي الموحد. وهم يعولون اليوم على استمرارية هذا الوضع وتجذيره وتعميقه, اساساً لتمرير المخططات والاطماع المختلفة, وتأمين اجواء مريحة للاحتلال تسمح له بمواصلة التفوق واطلاق اليد. واستكمال مشروع بناء (الدولة اليهودية) العنصرية, المفتوحة الحدود على انقاض المنطقة ودماء بنيها .
والأمل كبير ومشروع في القمة بأن تكون الرد, وفي ان تترجم الآمال استنهاضاً وفعلاً نوعياً يرتقي بالوضع وبالمواجهة, ويرفع سقوفها بعد استنفاد كل الفرص والخيارات الاخرى, الى المستوى الكفيل بتحصين الساحة وتفعيلها وتوظيف طاقاتها في المعارك الحقيقية, وفي اسقاط كل المناورات, وفرض معادلة السلام العادل والشامل الذي ينتزع الارض ويستعيد الحقوق, وحمل الاعداء والمتربصين بهذه الامة على اعادة النظر في حساباتهم , والتفكير ألف مرة بتبعات سياساتهم وحماقاتهم. وعواقف التردد والتلكؤ في وقف العدوان ورفع الايدي وترك هذه المنطقة لأهلها.