أحداث ومعادلات ومتغيرات، عواصف سياسية من كل حدب وصوب، واللحظة هي ذاتها، ومقولة المتغير هنا كأن لا علاقة لها بأي معادل أخر وليست مرتبطة بأي سلوك يمكن ان يدفع بنا إلى مغادرة يقين رسمته تلك الأيام في ذاكرة الوطن، ورسخته بنا أحداث وتطورات ما زالت تلح علينا كي نعيد الصحوة ذاتها.
كثيرة هي التعابير والمصطلحات التي اشتقت من هنا.. من تلك الأيام ومن ذاكرة الوطن ذاته، وكثيرة هي الدروس التي طالما حاولت أن ترمي ما في جعبتها إلى حيث استكان المنطق أن يستقر، ومع ذلك ثمة إلحاح أن تكون هي بنتاجها .. بالعبر التي تترسخ يوما بعد يوم،، وبالحقائق التي تتجسد.
حالة العدوان لم تتوقف، والجنوح نحو السلام لا يزال يواجه المأزق ذاته من المماطلة والتسويف وغياب الجدية، ودائما لا شريك إسرائيليا يمكن له أن يكون قادرا على الذهاب أبعد منه تلك الجملة التي يتمترس خلفها، يزرع فيها وبعدها مساحات من العدوان لا تنتهي ولا تتوقف.
والموقف العربي تنازعته على مدى عقود خلت متاهات من التشتت وغياب الفاعلية وتردي الإرادة القادرة على ترجمته، وهو ما يمكن تلمسه في تراجع مطرد لفاعلية الرؤية العربية تجاه الكثير من القضايا والتحديات، مقابل صعود متزايد لحالة العدوان والتطرف وصولا إلى ما نشهده اليوم من هجمة صهيونية شرسة تستهدف الأقصى والمقدسات.
لذلك لم تكن ست وثلاثون سنة مجرد رقم يتراكم ، بقدر ما جاء في حصيلته النهائية، ليؤكد الإرادة التي تجسدت، وهي تحاكي واقعا قابلا للتعديل والتغيير بفعل تلك الإرادة التي يطلق الاحتفاء بها اليوم ذاكرة مليئة بدروس العطاء والتضحية والأهم التصميم على النصر.
ما يجري اليوم يعيد الكثير من تلك التفاصيل، ويهيئ القاعدة والأرضية لعمل يتلاقى مع ما يرسم في عالم الأحداث من مرتسمات تواجه جملة من الاستحقاقات التي توقظ اللحظة ذاتها وبالفهم ذاته لمقتضيات العمل العربي، بكل أبعاده وتجلياته، وصولا إلى رسم الأولويات الملحة على أكثر من صعيد.