| مجد الذكرى على الملأ قامت بعملية الانزال الناجحة على مرصد جبل الشيخ ويستذكر الايام التي سبقت الهجوم النصر على القمة العالية فبعد ست وثلاثين سنة ظل قادرا على الاحتفاظ بأسماء وأشكال رفاقه الاثنين والخمسين مقاتلا الذين نفذوا اول عملية انزال ناجحة هبطت خلالها حوامتان بنجاح في ساحة المرصد واصيبت الثالثة بعطل تسبب في استشهاد سبعة مقاتلين قبل البدء بتنفيذ العملية التي مثلت اول موضع قدم للقوات المسلحة المقاتلة في حربها المشرفة لاسترجاع الارض المغتصبة والسيطرة على اعلى قمة كانت تشرف على مساحات مترامية في الاتجاهات كلها. ويبقى العسكري المحترف محتفظاً بكل تفاصيل اللحظات من مراحل الاعداد والتجهيز ومعايشة مرحلة اللاتوازن مابين قرار شن الحرب او عدمه، وصولا الى المعرفة باتخاذ قرار الحرب وانعكاس ذلك القرار في شعور ووجدان الشباب المتحمسين والمفجوعين بنكسة حزيران. انها لحظات الخلاص التاريخي وموعد اللقاء مع النصر والاستعداد وللاستشهاد حبا وفداء للاوطان والحقوق المستلبة والذود عن الحياض الطاهرة بالنفيس من الانفس الغالية. يعود ابن الحادية والستين شابا في الخامسة والعشرين يقود مقاتليه في اول معركة حقيقية للشرف ويفخر بالظروف التي منحته ذلك المجد العظيم ليقع عليه الاختيار في ان يكون رأس حربة الانزال الذي تواتر لاحقا عبر توافد قوافل الابطال والمغاوير. واليوم اذ ينبغي تأريخ وتوثيق كل حادثة من ذلك العمل الجبار والناجح فإن الشهود الحقيقيين والابطال الذين وهبت لهم الحياة قادرون على تسجيلها لتبقى عبرة ثابتة على مدى الايام للقادم من الاجيال ، فضلا عن دخولها كمراجع ومقررات تدريسية في الاكاديميات والكليات العسكرية في العالم باعتبارها كانت نموذجا مستحدثا في الحروب والعمليات القتالية.
|
|