بعض الكلام أشد قتلاً من الرصاص, وبعض المواقف أشد فتكاً من المجازر , وبعض التجارة أشد ألماً في النفوس من نصال تحز رقابها , فما بالك حين تكون المقايضة بعضاً من كل هذا في مقابل وطن محتل وشعب جريح!!
يتحدثون عن لبس والتباس , وعن وعود وأمنيات , وعن أوراق متداولة على الطاولة وأوراق متبادلة تحتها, وعن تكتيكات واستراتيجيات , وكما لو أن دماء الأطفال والشهداء بسطة على قارعة طريق بين من يدفع مالاً ومن يترافع وعظاً ومن يساوم تفريطاً , فهذا ثمنه مؤجل الدفع وذاك تقسيط والثالث كاش؟
منذ انطلاق المقاومة الفلسطينية في ستينيات القرن الماضي, ورغم كل ما عانوه من قتل وجرح وعذاب تهجيرعلى مدار قرن كامل, لم يكن الفلسطينيون ضحايا التجار والوسطاء كما هم اليوم , ولا كانوا جرحى نصال اللبس والالتباس كما هم اليوم , ولا كانوا مشردين على رقعة الجغرافيا كما هم مشردون اليوم في متاهات الذات.
المقاومة شرط التوصيف في حركات التحرر, والمقاومة سيف أو موقف أو كلاهما, فإن تحررت الحركات من المقاومة تحررت من ذاتها وانتمائها وشعبها .. تحررت من دمها ونفسها , فمن هي , وما توصيفها إن هي حررت قاتلها وغسلت يديه من دم أبنائها وشعبها ؟؟