فهي معيار وقمة للتعبير عن تقديس الارض و تقديم الدماء رخيصة لها للمحافظة على شموخ الوطن وألقه، فاحتلال جزء من الأرض أو كامل الأرض أو التدخل الخارجي في شؤون أي بلد يعتبر بمثابة المساس بسيادته وحريته، والقانون والمنظمات الدولية ترفض ذلك، فصون الحرية من هذا المنطلق واسترجاع الحقوق المغتصبة هو مشروع في القانون الدولي ويأخذ أبعاداً دبلوماسية وعسكرية مشروعة لإعادة ما اغتصب بالقوة فهو بمثابة اعتداء على حقوق الغير، وهنا نصل الى نقطة مهمة من خلال خصوصية كل شعب، وكل أمة تجند أبناءها للمحافظة على حقوقها المشروعة وسيادتها والدفاع عن وجودها وأرضها، تلك حقائق دونتها كتب التاريخ المليئة بالنضال والتضحية في سبيل استرجاع الارض والكرامة.
ما جعلنا نتحدث في هذا الاطار هو المناسبة العظيمة، ذكرى حرب تشرين التحريرية التي قامت من أجل استرجاع الحقوق والأرض المغتصبة، وكل منا ترتسم في ذاكرته أيام تشرين الخالدة ، كأننا نعيش تفاصيلها الآن لحظة بلحظة ، فهي ملحمة شعب صمم على صون الكرامة واعادة الأرض المغتصبة، وعودة سريعة الى القرارات الدولية التي تؤكد هذه الحقوق في أروقة الأمم المتحدة خير دليل على ذلك، وهذا يعطي مؤشرات لمن تابع تفاصيل هذه الحرب المشرفة انها كانت بدافع اعادة الحقوق المشروعة.
تحولت ذكرى تشرين الخالدة من خلال الكتابات التي حللت وقائعها ورصدت تفاصيلها اقلام الأدباء والشعراء والشرفاء في العالم لتشكل بمجملها شعلة متقدة للأجيال القادمة، والتي شكلت بمجملها وسام فخر واعتزاز في تاريخ العرب المعاصر.
روح تشرين ستبقى المدرسة التي تعلم طلابها ابجديات النضال في سبيل استرجاع الحق والكرامة واعادة الارض من خلال التضحية والعزيمة التي لا تلين لتحقيق الانتصار، فكانت قومية المعركة دليلا قويا على صدق ونبل مشاعر الشعب العربي من المحيط الى الخليج وايمانهم المطلق بوحدة المصير والأرض.