تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الإدارة في بعدٍ آخر

على الملأ
الإثنين 9-7-2012
أحمد عرابي بعاج

أود أن أشير بدايةً إلى أن المرحلة التي يمر بها الاقتصاد الوطني حالياً هي مرحلة دقيقة وحساسة لم يمر بها من قبل.

وهي من أجل ذلك تحتاج إلى طريقة تعامل مع ظروفها، تتناسب مع دقة الوضع، فهي تتطلب مزيجاً من الدقة والوضوح والشفافية من قبل المسؤولين ومن قبل الاقتصاديين المؤثرين من رجال أعمال وسواهم ممن لهم علاقة بهذا المجال، وذلك لوضع الآليات المناسبة لمعالجة القضايا الضرورية لتخطي الأزمة وآثارها السيئة والتي أضافت لها ممارسات البعض مالم يكن ينقصها، فأصبحت بفعل بعض الممارسات الضالة وبفعل الأحداث المؤسفة أزمة مركبة ، وهو مايملي على الجميع ممن ذكرت ومن باب الوطنية أولاً والحرص المجتمعي ثانياً وضع النقاط على الحروف وعدم تأجيل المحاسبة إلى مابعد تخطي الأزمة.‏

لأن عدم المحاسبة هو جزء من إطالة أمد الأزمة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي .‏

فالمحاسبة جزء من المعالجة وهي أحد أهم أسلحة المواجهة فيما تمر به سورية اليوم.‏

من هذا البعد وتلك المقاربة تتقاطع الأمور التي تحتاج إلى أسلوب يختلف عن السابق في التعاطي مع قضايا كانت تؤجل أحياناً ويغض النظر عن بعضها أحياناً أخرى مع ترداد عبارة . . . . ريثما نتخطى الأزمة.‏

هذا الأسلوب في تسويف المعالجة وترحيلها ربما يؤدي إلى التكيف مع الأزمة في بعدها السيئ غير المرغوب والذي ربما. . . . أقول ربما يصبح في بعض جوانبه أمراً واقعاً.‏

نحن لانريد أن نتكيف مع الوضع الراهن ولا الظرف الحالي الذي نمر به، بل علينا أن نتعامل معه بطريقة إدارة الأزمة، وأن لاننسى ذلك، كي نبحث دائماً عن الحلول لمشاكلنا الاقتصادية وخاصة ذات البعد الاجتماعي ،ريثما تنزاح الغمّة وتعود سورية كسابق عهدها تتطلع إلى بناء مستقبلها المشرق.‏

أعتقد أن هذه الأزمة بأبعادها السيئة خلقت نوعاً من الفرصة الكاشفة لكي نعيد ترتيب أولوياتنا ونعيد تشكيل قطاعاتنا الاقتصادية وفق ظروف المرحلة، في محاولة جادة للثبات في وجه العاصفة والاستمرار في تقديم الخدمات الضرورية للمواطنين بابتكار أساليب خلاقة تنبع من واقعنا وظروفنا دون الحاجة لاستيراد أفكار أووصفات افتراضية نحن بغنى عنها.‏

من هنا علينا أن نعالج آثار الأزمة مع معالجة تداعياتها التي سبقتها بكثير ولكنها استمرت معها ورافقتها وربما استفحلت بوجودها، وأهمها الاستخدام الجائر للموارد والهدر في المواد والطاقة وغيرها، إضافة إلى الاحتكار، وجميعها تحتاج إلى معالجات تختلف إحداها عن الأخرى، ولكنها تلتقي في خانة الأمراض المزمنة ومعالجتها الآن أفضل من تركها وترحيلها.‏

فما يحصل الآن وصل إلى مرحلة المبالغة في الاستهتار خاصة الهدر في الموارد والإمكانات، والتي بدأت تأخذ بعداً إجتماعياً يضاف إلى البعد الاقتصادي.‏

والوقت ضاغط والظرف ضاغط والمواطن بانتظار أن يرى المعالجة تأخذ طريقها و تحقق نتائج إيجابية هي في النهاية في مصلحته حتماً.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أحمد عرابي بعاج
أحمد عرابي بعاج

القراءات: 2303
القراءات: 1742
القراءات: 1816
القراءات: 1858
القراءات: 2128
القراءات: 1988
القراءات: 1997
القراءات: 1940
القراءات: 2039
القراءات: 1999
القراءات: 2260
القراءات: 2101
القراءات: 2131
القراءات: 2132
القراءات: 2237
القراءات: 2284
القراءات: 2267
القراءات: 2412
القراءات: 2501
القراءات: 2348
القراءات: 1620
القراءات: 2396
القراءات: 2453
القراءات: 2442
القراءات: 2542

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية