يجري هذا كله على مرأى العالم يشاهده المراقبون الأمميون ويعيشونه، وهم أنفسهم لم يسلموا منه، وقد رأينا ماحدث لهم في أكثر من مكان زاروه.
على وقع هذه الأعمال الإجرامية المتصاعدة والمتطورة بالأدوات والأساليب سوف يرفع المبعوث الأممي كوفي أنان تقريره إلى الأمم المتحدة ومن ثم ليناقش في مجلس الأمن.. وإذا كانت الوقائع على الأرض تبدو جلية وصريحة وبينة لكل ذي عينين.. فما الذي سيقوله التقرير المرتقب..؟!
إنه الاختبار الأول لمصداقية المراقبين وللسيد أنان نفسه وللمجتمع الدولي الذي دعم خطة أنان علانية وطالب بتنفيذها.. ولاتمر مناسبة إلا ونسمع من كثيرين ضرورة تنفيذ خطة أنان، وأن لابديل عنها.. ولكن ماذا يعملون في الواقع.. ماذا يعدون في الخفاء، وهل ثمة تماهٍ سيفاجئنا في التقرير القادم..؟!
ننتظر كسوريين لأننا أبناء هذا الوطن وإذا ما كان التقرير قد أعد بلغة واقعية حقيقية وليس من مصادر ووسائل إعلامية لاهم لها إلا تشويه صورة سورية، نعم إذا كان مستنداً على الحقائق والوقائع، فإننا نعلم أنه سيكون منصفاً. سيظهر حقيقة المجموعات الإرهابية ويفضح من يقف وراءها قولاً وعملاً ولا يخجل أن يمارس دوراً مزدوجاً، تارة يعلن ضرورة تنفيذ خطة أنان، وتارة أخرى يدعو إلى استكشاف وسائل إمداد هذه المجموعات بالسلاح، وهل هي قادرة على استخدامه..
حقيقة الأمر أن تقرير كوفي أنان كيفما كان سوف يقرر مصداقية العمل الأممي، ومن ثم مصداقية الأمم المتحدة ومراقبيها ومايمكن أن تتخذه من قرارات...
ببساطة ووضوح المصداقية هي المحك.. هل سنجد تواطؤاً عالمياً يعمل ضد سورية -ليس ذلك بعيداً- والتقرير ليس إلا خطوة أولى من خطواته..؟!
أسئلة كثيرة تدور في الأذهان، تقارب بين الكثير من الوقائع التي جرت على الأرض، وتنتظر مقاربات المراقبين لها..
العالم اليوم يحتاج إلى وجه العدالة الإنسانية قولاً وعملاً والدبلوماسية العالمية مطالبة قبل غيرها بأن تكون قادرة على فعل شيء ما وأن تلجم أولئك المتشدقين بحقوق الإنسان وهو أول ضحاياهم.. أن تقول: كفى أرونا الحقوق التي يتمتع بها مواطنوكم الذين يجلدون على قارعة الطريق لأتفه الأسباب لن يطول انتظارنا لنرى ولكن كيف سيكون الإخراج هذا ما ننتظره... ولنا كسوريين على ضوء ما سيحدث أن نقرر أنه قد حان وقت العمل المختلف وأننا لدغنا من الجحر مرات ومرات.
d.hasan09@gmail.com