وفي الوقت نفسه توبخ هذا المجلس إذا حاول مناقشة جرائم الكيان الاسرائيلي حتى ولو كانت موثقة على أيدي فريق أممي بقيادة قاض دولي هو «غولدستون».
وهي تجيش الجيوش وتغزو البلدان وترتكب أفظع الجرائم بحق الإنسانية بذريعة تحقيق الحريات ومحاربة الإرهاب ومكافحة «الديكتاتورية» وفي الوقت ذاته تسهل للمرتزقة وشركاتهم الأمنية كل السبل لانتهاك حقوق الإنسان من العراق إلى أفغانستان مروراً بأفريقيا وغيرها.
وآخر صرعات أميركا في هذا الإطار تقرير «خارجيتها» السنوي لوضع حقوق الإنسان في العالم الذي وجهت فيه الاتهام إلى أكثر من طرف وفي المقدمة الصين حيث أشارت إلى أن وضع حقوق الإنسان هناك أصبح متدهوراً في العام 2011.
ورغم أن الصين لم تسكت على هذه الجرأة في اتهام الآخرين وقالت بلهجة قوية إن على واشنطن التوقف عن الحديث عن حقوق الإنسان والالتفات إلى أوضاعها الداخلية إلا أن اللافت أن أميركا لاتزال ماضية في سياسات دفن الرؤوس في الرمال وإلصاق التهم بالدول الأخرى مع أنها أكبر منتهك لحقوق الإنسان في العالم؟!.
فهل تناست أميركا جرائمها في أبو غريب وغوانتانامو وهل تريد طمس مجازرها في أفغانستان؟ وهل نسي العالم تسترها على إرهاب الدولة المنظم الذي تقوم به اسرائيل جهاراً نهاراً حتى تُنصّب نفسها المدافعة عن حقوق الإنسان في العالم؟!.