تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بدوي يتزيا بأثواب الجنتلمان

قضايا الثورة
الأربعاء 28/9/2005م
خالد الأشهب

كما في فرقة (حسب الله), أو فرق الندابين الناعقين, ثمة هامش واسع في المشهد السياسي الذي يعده الأميركيون في المنطقة ويستهدفون به اليوم سورية على وجه التحديد, تشغله جوقة عربية من إعلام الردح والنبح والتضليل, يتقلب فيه أفراد الجوقة على طرفي النعيق والوعظ, طبلاً وزمراً, كذباً وافتراء, إعماء وتضليلاً, وحتى ليظن القارئ لإحدى الصحف العربية في الجوقة إياها أن يومه هو اليوم الأخير ما قبل القيامة أو الساعة.

طبيعي أن يمارس الإعلام الأميركي دوراً من هذا القبيل بالتوازي مع الخطاب السياسي الأميركي والمشروع الأميركي في المنطقة فهذا من ذاك والعكس صحيح, أما أن يتجند حسب الله ليكون أكثر الغربان نعيقاً, بل والأعلى نباحاً في الجوقة, وبكل هذه المجانية أو الأجر الزهيد الذي نجزم أنه لا يزيد عن عشاء ساخن, فذلك هو سوء الطالع العربي بعينه, وتلك هي العروبة المثقوبة حتى العظم, فيما يعتقده قراءة صحيحة للمشهد السياسي لا نجيدها نحن, وتفسيراً لطرائق العقل الأميركي لا نعرفها نحن.‏

حسب الله إياه, رئيس تحرير إحدى الصحف, أعرفه, وأعرف أنه لا يجيد التمييز بين قلمه وإصبعه الوسطى, فيستعملهما بطريقة واحدة مع نفسه, يدفع فيكتبون له وباسمه, ويجعلون منه فيلسوفاً في السياسة والفكر السياسي, بل وعرافاً يقرأ المستقبل ويتنبأ بالكوارث والنعم, لا يتردد في تذييل ما يكتبون باسمه, وليبدو استاذاً حكيماً وقارئاً ماهراً لما يجري أو ما سيجري, يملأ الصفحة الأولى من جريدته بافتتاحية يومية تقطر دساً ورياءً, وعظاً وتعليماً, هيبة ووقاراً, فلا يرتسم في ذاكرة من عرفوه إلا كقرد مستأجر للتسلية والترويح عن النفس, ثم يحشو أخباره بروايات وقصص لا يعرف حتى أبطالها إعادة روايتها بافتراض صحتها وينسبها إلى تلك المصادر إياها التي عافها الدهر وأبناء مهنة الصحافة قرفاً وترفعاً, كالمصادر المطلعة وتلك الموثوقة, والثالثة الضليعة, والرابعة العليمة وهكذا.‏

حسبكم أيها البعض العربي من هذه الشاكلة شيء من التاريخ, بل من بعض ماء جف اليوم على وجوهكم , فأنشبتم في أفواهكم ما تظنون أنها أنياب, وما هي إلا بقايا من دم أشقائكم.‏

إن كذبتم فيما تدعون فلأننا في سورية وبكل أطيافنا السياسية التي تتمترسون خلف بعضها وهي منكم براء, لا نزال على عروبتنا, وإن صدقت دعاواكم فليس لأنكم صديقون أو صادقون, بل لأنه المشروع الأميركي المدمر في المنطقة, ولأننا لا نزال على عروبتنا?‏

بئس (الراعي الحفيان) حين يتزيا بأسمال الجنتلمان!!.‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي |  dalatione@hotmail.com | 28/09/2005 00:01

أختلف مع الكاتب لحد الإستنكار مما خطه قلمه, فالبداوة أصلنا العربي وليست نقيصة , ولايجوز استخدامها للتعبير عن النواقص والعيوب. نحن في زمن جلد الذات في غير إرادة منا, وذاتنا التي تجلد هي العروبة , والعروبة هي نَفَسُ سورية وحس دمشقها , فمن الطبيعي أن نتعرض للجلد اليوم , وأيضا بتعاون بعض العرب مع الغرب المستعلي , إنما لانرد بهكذا أسلوب , فذاك العربي يجلد عروبته بانتقاص سورية , وكاتبنا يجلد عروبته بانتقاص البداوة.

هلا مراد  |  FARAHMUST_18@HOTMAIL.COM | 28/09/2005 07:55

ألف شكر على هذا الرد ، مع أن أحمد الجارالله أو كما تشاء تسميته حسب الله ، يستخدم بوقه هذا منذ فترة ليست بالقليلة ، وأعتقد أنك أول إعلامي سوري يرد علي وقاحته كنت أتمنى أن يعلو صوتكم عليه في أكثر من منبر خاصة في الاعلام العربي والفضائيات ثم إني يا سيد خالد مع إعجابي بما كتبت إلا أني مضطرة لتوجيه نقد لاذع للمفكرين والسياسيين السوريين خاصة الاعلاميين المحللين أمثالكم قائلة لكم بصوت عال ، أين أنتم جميعا مما تتهم به سوريا إن ظلما وافتراء أو صدقا ؟ أرجو أن تمنح الشخصيات السورية مساحة من الحرية لتحسن الدفاع عن حدودها الفكرية كدفاع اللبنانيين عن حدودهم الجغرافية والثقافية والطائفية وهذا حقهم فلم تضمرون حقكم ؟ ، أرجوكم جميعا تجرأوا فأنا أعمل في فضائية عربية ونفتقر كثيرا لشخصيات سورية تحلل بحنكة أو حتى بضعف المهم اظهروا لنفهم نحن وأنتم الحقيقة والواقع إن الهروب لا يمكن أن يحل شيئا والاختباء يمنح لحسب الله أن يجلب جوقته الى كل منبر وما علىالمتلقي سوى الإنصات ، شنفوا آذاننا أنتم أيضا بجوقة بتنا جميعا نفتقر لسماعها حتى لو كانت من نوع جوقة حسب الله . هلا مراد / إعلامية سورية

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 2199
القراءات: 2100
القراءات: 2522
القراءات: 2478
القراءات: 2254
القراءات: 2622
القراءات: 2566
القراءات: 2503
القراءات: 2272
القراءات: 2596
القراءات: 2807
القراءات: 2699
القراءات: 2401
القراءات: 2860
القراءات: 2928
القراءات: 3010
القراءات: 2792
القراءات: 3169
القراءات: 3119
القراءات: 3225
القراءات: 2622
القراءات: 3091
القراءات: 3577
القراءات: 3340
القراءات: 3397

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية