تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ماذا فعلت الخمسون..؟

خَطٌ على الورق
الثلاثاء 2-7-2013
أسعد عبود

الصديقان الغاليان أحمد عرابي بعاج وعلي قاسم، ذكراني ولم أكن قد نسيت، بل أحاول أن أتناسى.... فأن تدركني الخمسون يعني أنني قد بلغت من العمر ما يستحق السؤال عما فعلته بنا السنون؟

ها أنا ضيف عليك، ومن سنواتك الخمسين تشاركنا لأربعة وأربعين عاماً، تقاعدت أنا وبقيت أنت سيدة الدار أزورك ضيفاً و أقرؤك إدماناً، و أطالع في ذاكرتنا المشتركة الجزء الأعظم من تاريخي. كان في الذهن مشروعاً لكتابة الكثير من هذا التاريخ، وهممت..و كتبت.. ثم جاءني الزمن المستحيل الذي يعلن بالقول والعمل نهاية عصور الكتابة والقراءة.. ؟! فماذا يبقى مني ومنك.‏

فيما حفظته عنك مقدرتك الخارقة على الصمود والاستمرار في بحر من العوالق حتى ولو أصبح مستنقعاً، ومع الشمس تولدين كل يوم لتفاجئين الذين كتبوا النعيات وعبارات الشماتة وصفحات الرثاء، بأنك لا تموتين أبداً وتولدين كل يوم بقدرة اليوم ذاته. ومن يومياتك عبر الكثيرون...منهم من يتطهر اليوم من ذلك العبور و منهم من يقول: بل حصل...لكن على مضض.. ومنهم من يريد لو يحرق أرشيفك كي يبدد الذاكرة !‏

لا أنكر ما قد تخفيه سطورك من حقائق كان يجب أن تقال، لكنها حفظت مقدرتها الأكيدة على رواية التاريخ... تاريخ هذا الوطن، خصوصاً إن حضر الشهود، وكنت شاهداً.. و حاولت أن أروي على «أعمدة من ورق» وكانت المواجهة التي أحببتها رغم شدة ما فاجأتني به الاحتمالات، ستكون تجربة ناقصة...لكنها ستكون...و قوة وجودها أنها ستكون الوحيدة رغم آلاف الذين عبروا.‏

أعمدتي الورقية مجدولة من ورقك ملونة بحبرك ستنتصب رغم كل المصاعب و ستكون رسالة الحب قبل الأخيرة لك. أما الأخيرة فلا أدري متى تكون...‏

ماذا فعلت بنا الخمسون..؟! يبلى الورق ولا تبلى أعمدة الذاكرة.‏

as.abboud@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 647
القراءات: 949
القراءات: 934
القراءات: 909
القراءات: 958
القراءات: 995
القراءات: 1000
القراءات: 982
القراءات: 1078
القراءات: 1091
القراءات: 1026
القراءات: 1067
القراءات: 1041
القراءات: 1080
القراءات: 1336
القراءات: 1221
القراءات: 1124
القراءات: 1145
القراءات: 1203
القراءات: 1203
القراءات: 1211
القراءات: 1231
القراءات: 1225
القراءات: 1279
القراءات: 1281

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية