ومن كان يتابع خطوات النظام التركي خلال سنوات الأزمة في سورية يدرك جيداً حجم العلاقة الواضحة بينه وبين هذه التنظيمات المتطرفة، وأنها كانت جهاراً نهاراً، مع أنه طالما أنكر دعمه لها على منابر الادعاء الأممية وفي وسائل إعلامه التضليلية.
اليوم وبعد التركي على الأراضي السورية في الشمال والجزيرة تظهر صورة هذا الدعم للإرهابيين في أوضح صورها، ويظهر أردوغان أنه الداعم الأول لتنظيم داعش المتطرف من خلال نقلهم بالتعاون مع واشنطن من مكان إلى آخر لاستثمارهم في العدوان، وكذلك فتح معسكرات تدريب وتأهيل لإرهابييه على الأراضي التركية وبناء مستشفيات لعلاجهم رغم محاولته إخفاء تلك الحقائق بشتى السبل.
لا بل إن محاولة نظام أردوغان استثمار حتى ورقة المعتقلين من داعش بعد سيطرة قواته الغازية على المخيمات التي تضمهم أكبر دليل على ذلك، فما إن أصبح المسؤول عنهم بأوامر أميركية حتى بدأ أردوغان بالمتاجرة بهم وجعلهم ورقة ابتزاز جديدة للدول الأوروبية بعد أن أشهر ولوقت طويل ورقة اللاجئين في وجههم للحصول على دعم أوروبي لمخططاته العدوانية.
لكن ما لا يدركه النظام التركي العدواني أن كل دعمه للإرهاب ومخططاته الإجرامية وسرقته للثروات السورية وتدميره للبنى التحتية في الجزيرة بحجة محاربة الإرهاب لن تمر دون حساب له، وسترد عليه هذه السياسات عاجلاً أم آجلاً.