تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


خَطٌ على الورق... بخصوص الإعلام الخشبي

ثقافة
الثلاثاء 3-7-2012
أسعد عبود

لم يكن الإعلام السوري صوتاً نشازاً، إن في الدنيا العربية أو في العالم. لكن منحه لقب « الخشبي» لم يأت من فراغ؟! في العالم دول كثيرة اعتمدت منهج إعلام الرأي و قد آلت ملكية وسائل الإعلام فيها للدولة «الحكومة» فلماذا اختص الإعلام السوري بهذه التسمية التهمة؟

كثيراً ما عبر بعض الساسة السوريين، وربما معظمهم، أن مشكلة الإعلام السوري بلغته «الخشبية» مشكلة ذاتية تخصه، وما أن ينفضوا أيديهم من منحه النصائح والإرشادات التي تصل حدود الأوامر غير القابلة للرد أو الحوار، حتى ينهالوا عليه سخرية بل واتهاماً. أتراه كان ثمة من يريد أن يحمل هذا الإعلام مشاكل غيره؟ ألا يلفت النظر مثلاً أنه خلال مسيرة عقود متتالية لم يكن ثمة خطأ سياسي واحد يلقى النقد ولو بالحوار، في حين لم تعد أذرع الإعلام تقدر على تحمل محاولات اللي حتى الكسر؟! ألم يرتكب عبد الحليم خدام مثلاً خلال عشرات السنين في الخارجية والقصر الجمهوري وقبلها أي موقف، أو يتخذ إجراء،أو يؤدي مهمة، تحتاج الدراسة والتشريح كخطأ ربما يكون قاتلاً؟ هل سمعتم يوماً أحداً يخطئه؟‏

طبعاً ليس عبد الحليم خدام وحده الذي يمكن إثارة المسألة من حوله بل لأنه كان من أشدّ الساسة السوريين، سخطاً وكراهية للإعلام السوري تحديداً.و لأنه من أسوأ القادة أداءً، في حماة محافظاً، وفي دمشق أميناً للعاصمة، وفي وزارتي الاقتصاد والخارجية ومن ثم في القصر الجمهوري. وأيضاً،اتخذته مثالاً، لأنه لا يستطيع أن يخرسني اليوم.‏

قصة الإعلام السوري مع الساسة السوريين تشبه قصة «أجير بائع المازوت» بل لعلها أسوأ.‏

تأخر المجتمع السوري بسياسييه ومثقفيه وإعلامييه أيضاً عن فهم قضية الإعلام، وكلٌ نظر إليه كتابع أجير إن أحسن وإن أخطأ لاقى ما لاقاه أجير بائع المازوت.‏

لله والتاريخ، وقد أكون متعاطفاً مع القطاع الذي أمضيت فيه الشطر الأعظم من العمر وهذا من طبيعة الأمور لكنني أدعي الموضوعية فيما أقول: لله والتاريخ لقد عمل الإعلامي السوري في ظروف شبه مستحيلة من فقر المعلومات وقلة الأجور وأزمة الحريات، فكان مغواراً بحق! مثقفاً صبوراً متحدياً، وحقق نتائج كثيراً ما استثارت ناقديه وكارهيه والمشمئزين منه، فأوسعوه ضرباً ابتداء من يد «مثقفة» معارضة تقذف بميكرفون التلفزيون العربي السوري لمنعه من تسجيل الوقائع وصوت ينده به أن يغادر، مروراً بقرارات العقوبات من الغرب الاستعماري وجامعة الدول العربية، وليس انتهاء بالجريمة الإرهابية النكراء التي تعرضت لها القناة الإخبارية السورية.‏

يستطيع الإعلامي السوري اليوم أن يصرح بملء صوته: نحن قادمون...خط انطلاقنا، وخطوتنا الأولى، أننا غير راضين عن واقعنا وسنغيره، وأننا لم نعد نخشاكم أينما كنتم بحواجزكم و رهاناتكم المتعددة، ولا بأسلحتكم الفتاكة.‏

طبعاً لا وعد سيتحقق إلا بخروج سورية من أزمتها، وحتى يحصل ذلك لا بد من أداء المهمة بقدر ما للوصول إليها سبيلا.‏

as.abboud@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 646
القراءات: 948
القراءات: 931
القراءات: 906
القراءات: 955
القراءات: 992
القراءات: 999
القراءات: 980
القراءات: 1074
القراءات: 1089
القراءات: 1023
القراءات: 1066
القراءات: 1039
القراءات: 1078
القراءات: 1334
القراءات: 1218
القراءات: 1122
القراءات: 1142
القراءات: 1201
القراءات: 1201
القراءات: 1208
القراءات: 1229
القراءات: 1223
القراءات: 1277
القراءات: 1278

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية