تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المهنية التائهة والعناوين العريضة...!

قضايا الثورة
الاحد 23/10/2005م
علي قاسم

لم يكتف تقرير المحقق الدولي ديتلف ميليس بالتجني على الحقيقة, بل أضاف عليها تحليلا سياسيا مليئا بالمغالطات, ومتخما بالروايات والقصص الاتهامية التي طالت سورية طوال الأشهر الماضية, وكأنه قام بتفريغ تلك الاتهامات التي حفل بها لبنان من الموتورين لسورية, لدرجة أنه يصعب التفريق بين ما تضمنه تقريره, وبين أي تحليل سياسي مغرض.

والأكثر من ذلك التناقضات التي حفل بها التقرير والتي جعلته موضع انتقاد شديد, ولا سيما بعد تسريب أكثر من نسخة تتناقض فيما بينها, والتي جعلت من السرية والمهنية التي حاول الإيحاء بها في خبر كان.‏

لكن اللافت هذا التهافت الإعلامي على تلقف نتف من التقرير لتبنى عليه استنتاجات, والأخذ بها على أنها أضحت مسلمات يجب التعاطي معها على أرض الواقع, وخصوصا في عملية الاستعراض للأجواء السياسية التي سبقت عملية الاغتيال, حين بدت تلك العملية انعكاسا حرفيا لمقولات فريق من اللبنانيين, دون غيره.‏

وبغض النظر عن كل الانتقائية التي تعتمدها الوسائل الإعلامية بتعدد أنماطها وأشكالها, فإن الكثير منها لم يكن بمقدوره تجاهل كل الأسئلة التي يثيرها التقرير لجهة الضعف في القرائن التي يعتمدها, وإن كان بعضها قد اعتبرها الصيد الذي لا يمكن التفريط به إن ولم يكن يتوقعه بهذا الشكل المثير في تبنيه للطروحات التي كان يعمل على تسويقها.‏

وإذا كانت المسألة تتعلق أولاً وآخراً بعملية استهداف أكبر من حدود لبنان وخارج إطار كل ما يشهده, بدليل عملية الزج السياسي لأطراف أخرى, بحيث كانت الحصيلة محاولة تطويق لكل القوى التي تتعارض مع الرؤية الأميركية, إذا كانت كذلك فلا بد لنا من الأخذ بالعناوين الكبرى, قبل الدخول في التفاصيل التي تتصدر الإعلام في الكثير من الأحيان.‏

وتلك العناوين تقول ما عجزت عن قوله أو إدراكه التفاصيل, بدليل الكم الهائل من الإفادات التي أوردها التقرير دون أن يتوافر فيها الحد الأدنى من المنطقية أو المصداقية بحكم المناخ السياسي المعبأ الذي استعرضه السيد ميليس في بداية تقريره وتجاهله في الاستنتاجات التي ساقها.‏

ولأن التوظيف السياسي أحد تلك العناوين الكبيرة لا بد من الأخذ بالمفردات المأخوذة كما هي, بمعنى أن الاستخدام للتقرير ليس محصورا بمهمة اللجنة الدولية, بل وليس هو الهدف تحت أي طائل, كما أنه لا يشكل سوى ذريعة للامتداد أبعد من ذلك وخارج نطاق التوظيف المحدود الذي يتوهمه البعض.‏

ولعل التطابق المثير في التقرير مع التسريبات التي سبق أن نفاها ميليس ذاته تنطق بما لا يحتاج إلى تعليق أو تفنيد, مثلها في ذلك مثل تلك التفسيرات التي قدمها بنفسه عن وجود أكثر من نسخة من التقرير, والتي جاءت لتؤكد الشكوك أكثر مما ساهمت في التبرير, حيث لا أحد في الدنيا يقبل أن يكون مصير المنطقة وربما الكثير من الأحداث في العالم رهنا بهذا الحد المتواضع من الدقة في العمل.‏

من هنا لابد من قراءة التقرير على أنه بداية أخرى لمرحلة الاستهداف التي تتعرض لها سورية والمنطقة,وإذا كانت بدايتها بهذه الطريقة المفضوحة فلنا أن نتوقع ما هو أشد فضائحية, هذا على الأقل ما يمكن استنتاجه من طريقة تعاطي بعض القوى, ولا سيما الإدارة الأميركية التي لم تتردد في الإفصاح عن ذلك بكل وضوح.‏

تعليقات الزوار

عبد الناصر خلوف |  miriam_6666@yahoo.com | 23/10/2005 02:01

ان ماجاء في تقرير ميليس وما سياتي بعدة في تقرير لارسن جاء وفق خطة جهنمية لسوريا ولبنان اولها محاصرة سوريا بقررات دولية تبعدها عن لبنان زيادة الشرخ بين الحكومتين السورية لبنانيية في تقرير ميليس زج اسماء مسؤولين لبنانيين اصدقاء سوريا لمساعدة المعارضة المتعاملة مع امريكا للانقضاض على ماتبقى من السطلة في لبنان وبعد وصول المعارضة الى كافة مقاعد السلطة بما فيها رئاسة الجمهورية يتم محاولة نزع سلاح حزب اللة بمساعدة امريكية ودولية تحت شعار الحوار وتحت ضغوط دولية تنفدا للقرار 1559 ونتيجة الشرخ الحاصل بين سوريا ولبنان وزيادة الهجوم من كافة المسؤولين لبنانيين على سوريا وعلى مايبدو ان الهجوم قد بدء عبر تصريحات سعد الحريري والعريضي والسنيورة والعميل القديم لاسرائيل جبران تويني وامين جميل تتوقع الادرة الامريكيةان تغلق سوريا الحدود مع لبنان ةهنا تتدخل الادرة الامريكية لعقد اتفاقية سلام بين لبنان واسرئيل ويكون الرد الرسمي لبناني امام الشعب لبناني انة باعتبار ان سوريا قد اغلقت الحدود ليس هناك من بديل سوى الحدود الجنوبية مع اسرائيل ثم الاردن من اجل التواصل مع الوطن العربي وما تصريحات موفاز المسؤول الاسرائيلي عن قرب مهعاهدة سلام مع لبنان سوى اكبر دليل

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7093
القراءات: 1012
القراءات: 1170
القراءات: 957
القراءات: 958
القراءات: 944
القراءات: 1076
القراءات: 907
القراءات: 846
القراءات: 943
القراءات: 992
القراءات: 877
القراءات: 815
القراءات: 866
القراءات: 1070
القراءات: 949
القراءات: 768
القراءات: 956
القراءات: 977
القراءات: 1038
القراءات: 993
القراءات: 871
القراءات: 1041
القراءات: 950
القراءات: 1081

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية