تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كي مون .. من الخدمة إلى العبء

البقعة الساخنة
الأربعاء 27-3-2013
خالد الأشهب

ربما تسرع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في رفض الطلب الروسي , بالمشاركة في لجنة التحقيق الأممية الخاصة باستخدام السلاح الكيميائي في سورية , قبل أن يعلن الناطق باسم الخارجية الأميركية موافقة أميركا على المشاركة الروسية ,

فقد اعتاد كي مون على ما يبدو السطوة الأميركية في المنظمة الدولية كما في غيرها من المنظمات والمؤسسات الدولية , وربما توهم أيضاً أنه سينال تقديراً أميركياً استثنائياً , حين استبق ما اعتقد أنه موقف أميركي بديهي من المشاركة الروسية , فأقدم متسرعاً على رفض ما قبلته أميركا متأخرة , وقد يلتمس المراقب لبان كي مون العذر في تكرار استباق ما اعتاده من المواقف الأميركية !‏

ومع أنني لم أعايش أو أقرأ في تاريخ من تسلموا منصب الأمين العام للمنظمة الدولية , ولا في سيرة كل منهم الشخصية والسياسية والأممية من هو أكثر تبعية من بان كي مون لأميركا وسطوتها وجبروتها , وليس بينهم من بلغ مبلغ كي مون في الانقياد السياسي الأعمى لأميركا والغرب , ولا حتى من هو أكثر منه تفاهة وهزالاً سياسياً في ممارسة وظيفة الأمانة العامة بما تفترضه من النزاهة والحياد .. مع ذلك كله , فإنني أعتقد أن كي مون , ورغم تسرعه في رفض الطلب الروسي بالمشاركة لم يدرك حقيقتين اثنتين مهمتين :‏

الأولى , أن موازين القوى العالمية تتغير بسرعة وبثبات باتجاه انزياح الهيمنة الأميركية على القرار الدولي ونحو استعادة نظام عالمي متعدد الأقطاب وأكثر توازناً .‏

الثانية , أن الموافقة الأميركية على المشاركة الروسية في لجنة التحقيق الدولية المعنية باستخدام السلاح النووي في سورية ليست تنازلاً أو خضوعاً أميركياً مجانياً , ولا هي بادرة حسن نية أو بادرة اتزان سياسي أميركي مفاجىء , بل هي مقدمة لكمين يجري الإعداد له , وبحيث تستبق أميركا بالموافقة على المشاركة الروسية محاولتها القادمة دون شك لتوسيع مهمة هذه اللجنة على كامل الأراضي السورية , وبما يسمح بالسير مجدداً في النموذج العراقي للجان التحقيق إياها , والتي أودت في ما بعد إلى احتلال العراق وتدميره وقتل شعبه بذريعة امتلاكه أسلحة كيميائية للتدمير الشامل .‏

لم يعد بان كي مون كأمين عام للمنظمة الدولية مناسباً لهذه المكانة في المعادلات الدولية الجديدة وهو لم يكن مناسباً قبلها ولم يستوعبها حين حلت , ولم يعد أمام الولايات المتحدة من بد في الاعتراف أنه بات عبئاً عليها أكثر مما هو خادم مطيع !!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 2200
القراءات: 2101
القراءات: 2523
القراءات: 2479
القراءات: 2255
القراءات: 2622
القراءات: 2567
القراءات: 2504
القراءات: 2273
القراءات: 2596
القراءات: 2808
القراءات: 2700
القراءات: 2402
القراءات: 2861
القراءات: 2929
القراءات: 3011
القراءات: 2793
القراءات: 3170
القراءات: 3120
القراءات: 3226
القراءات: 2623
القراءات: 3093
القراءات: 3578
القراءات: 3341
القراءات: 3398

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية