هؤلاء ومن لف حولهم خيل لهم أنهم أسياد رغم قناعتهم أن آمرهم الأميركي والإسرائيلي يهزأ بهم ويسيرهم بجهاز «تحكم عن بعد» لتنفيذ أجندة مسخ العرب ودب الفرقة بينهم عبر تحويل الصراع من عربي- إسرائيلي, إلى عربي- عربي.
هذه الخطة التي ابتدعتها أميركا دون خسارة طلقة واحدة أو جندي واحد مع تحقيق هدفها «الأسمى» حماية إسرائيل وتحقيق تفوقها العسكري والتكنولوجي في المنطقة ليأتي دورها القادم بقضم هؤلاء «العربان» واحداً تلو الآخر.
فمن تابع افتتاح قمتهم بالأمس من السهولة عليه أن يكتشف حجم المؤامرة على الأمة العربية وليس عليه للتأكد من ذلك من استعراض أسماء «الزعماء» المفترضين الموجودين.. ويرجع بذاكرته إلى الزمن العربي الأصيل, زمن جمال عبد الناصر وحافظ الأسد وهواري بومدين.. ليكون السؤال المشروع:
عندما كان هؤلاء القادة موجودين أين كان هؤلاء الأقزام؟ ليأتي الجواب سريعاً: كانوا في جحورهم مختبئين , وفي ثنايا آبار نفطهم محشورين.
فبرميل الغاز المتنقل عندما دعا ما يدعي معاذ الخطيب «لشغل» مكان سورية في الجامعة العربية علت الضحكة الصفراء وجهه العفن.. واهتزت بعض الأيادي المرتجفة بينما غص من شعر بخطر القادم من الأيام كون علمهم الأكيد أن هذه السياسة البترودولارية التي تتبعها براميل النفط والغاز سيكون تعميمها متاحاً مع من أغمض عينيه عن حقائق التاريخ.
هؤلاء يدركون أن لا جامعة عربية ولا عرب أصلاً دون سورية.. وأن نتائج هذه اللعبة القذرة ستكون مردوديتها أخطر مما تتوقع براميل النفط وستنتقل إلى أحضانهم في زمن ليس ببعيد.
فلو أنهم يعرفون قراءة التاريخ لأدركوا أن أميركا وإسرائيل تستخدمهم كورقة لتمرير سياساتها, ولن تتورع في قادم الأيام من رميهم في سلة نفايات تآمرهم عند انتهاء مفعولها. والذي بات قريباً!