أحد زائري سورية والذي كتب كثيراً في جمالياتها أخبرني أنه واقع في عشق سورية حتى درجة الهيام ولذلك فإنه يتناسىكل المشكلات ومظاهر التردي في الخدمات التي لاحظها في سورية على مدى عدة زيارات وهو ابن أوروبا وابن احدى مدنها الواقعة على أجمل البحار وذات تنوع بيئي يقل نظيره ما بين البحر وسواحله الرملية والجبال التي تخترق عباب البحر مخلفة فيه مغاور وكهوفاً كل ذلك وسط وجود منشآت سياحية متعددة تنوزع ما بين رؤوس الجبال وسفوح الوديان وامتداد الشواطئ الذهبية التي يؤمها الزوار و المصطافون من أنحاء المعمورة.
وفي حديث زميلي الأوروبي كثير من الود الذي يعبر عنه بالحديث دوماً وهو يردد ( سلام عليك يا سورية) وفي حديثه كشف عن النواقص الواجب تلافيها في منتجنا السياحي الذي يضاهي كثيراً غيره وهو يختزل العالم كله في مساحة محدودة يسهل زيارتها في أيام معدودة.
فالمنشآت السياحية والمطاعم منها بخاصة لا تتناسب وقيمة الأثر أو المقام السياحي، ويبدأ عدم التناسب هذا من الادارة والخدمة عبر النوعية والتنوع وصولاً الى الاسعار وعدم وجود نظام موحد للأسعار يمكن للسائح معه أن يركن الى الوثوق بآلية ابتزاز أمواله ومدخراته.
واشارة لافتة ذكرها زميلي بحزن واضح وهو أن بعض الادلاء السياحيين لايرتقون الى الدرجة التي يمكن أن يقدموا فيها لسائح بلداً عظيماً بحجم سورية، ويمكن أن يشرحوا الحضارات والثقافات التي شهدتها هذه البقعة المقدسة بالنسبة لجميع شعوب الارض وفوق هذا وذاك فإنهم غير قادرين على الامساك بدقائق الخصوصية السورية، تلك الخصوصية القادرة على ايقاع كل زائر لها بحبها الابدي والذي لن يجد منه خلاصاً فجميع من زاروا سورية، دفعهم الحب والفضول لاعادة تكرار زيارتها مراراً ففيها من السحر ما يأسر الجميع بدءاً من هوائها ومائها وانتهاء بأناسها المضيافين الذين يشعرون الزائر دوماً وكأنه في بيته.