بالغاء حقائق تاريخية مُسلم بها في زمن بعيد لم يعد الكثيرون يعنيهم الدفاع عن الحق و الحقيقة ، ويبدو حتى من العبث التذكير فيه بقرارات الشرعية الدولية ، بعد ان اثبتت اسرائيل قدرتها على الالتفاف و التنصل من مسؤولياتها و التزاماتها تجاه كل الحقوق العربية المشروعة.
جريمة اسرائيل بإحراق الأقصى قبل 40 عاما كانت البداية لدفن الحقوق العربية ولدفن حقيقة تاريخية يقف المسجد شاهدا عليها فالقدس المدينة العربية التي ظلت 14 قرنا تحتضن كل الاديان و العبادات والمقدسات ورمزا للتآخي ، يريدها الصهاينة يهودية خالصة وعاصمة ابدية لاسرائيل؟!
النيران التي احرقت ثلث الاقصى مازالت مشتعلة يغذيها الحقد و التطرف وهي اليوم في مرحلة اخطر لمخططات هدم المسجد واستكمال تهويد القدس بتهجير الفلسطينيين الذين اشعلوا انتفاضة الاقصى بشرارة احراقه عام 1969.
وكما القضية الفلسطينية كلها في خطر و القدس في عين اعصار التهويد ، فان الاقصى في خطر داهم يستدعي صحوة عربية اسلامية وحتى عالمية قوية حتى لايتحول بالتراخي لمجرد متحف للذكرى بالغاء ماضيه وتشويه حاضره و قطع كل صلاته مع المستقبل بما يحمله ذلك من مخاطر العنف و التطرف في المنطقة كلها.
لامفاوضات، ولاتسوية ولاسلام دون وقف الاستيطان وهذه حقيقة بدأ البيت الابيض مرورا بكل بيوتات السياسة الدولية يضغط لاجبار اسرائيل عليها برغم ازدواجية المعايير . لكن حكومة نتنياهو تتحدى و تصعد بتوسيع الاستيطان في القدس وتستفز الفلسطينيين بتدريبات جيشها على تسلق جدران الاقصى و تعد خطة لتقسيمه بين المسلمين و اليهود ؟!
حقائق لم تعد سراً وهي على وشك التطبيق مايستدعي صحوة تضامنية للانتصار للاقصى تتطلب اكثر من الصلاة و الدعاء لحماية إلهية له ، تتطلب الوعي الشعبي و خطابا اعلاميا عقلانيا للعالم الذي تضخ له الماكينة الاعلامية الصهيونية المعلومات المزيفة عن القضية الفلسطينية كلها و هناك من يصدقها لأننا غائبون او شبه غائبين!!