تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حان وقت الترجمة

البقعة الساخنة
الأربعاء 19-8-2009م
خالد الأشهب

ثمة إدراك متزايد يعبر عنه تباعا المسؤولون وأصحاب القرار في الولايات المتحدة الأميركية وفي أوروبا وبشكل خاص فرنسا لأهمية الدور والحضور السياسي السوري في المنطقة العربية وما تعانيه من مشكلات,

ولضرورة التعاطي مع هذا الحضور كحاجة لا بد منها ولا يمكن تجاهلها بالنسبة لأي جهة ترتبط مصالحها السياسية أو الاقتصادية أو حتى الثقافية بالمنطقة العربية ومحيطها الإقليمي .‏

غير أن الجانب الإيجابي في هذا الإدراك المتزايد والثمار المأمول جنيها منه في نهاية المطاف لا ينبغي أن يتوقف عند حدود الإيقاع السياسي الذي تتوهم بعض تلك الجهات أن مشكلات المنطقة تفرضه ولا مناص منه, كالتطرف الإسرائيلي الذي يفرض إيقاعاً سياسياً رتيباً بطيئاً ومملاً وغير ذي جدوى للتقدم باتجاه السلام, وبالتالي, يعطل مبادرة الأطراف الأميركية والأوروبية نحو الدخول في عمق مشكلات المنطقة والتعاطي الجاد والمثمر معها .‏

إن مجرد اكتشاف الأهمية والحضور السياسي لسورية أو إعادة اكتشافهما والاعتراف بوجودهما الفاعل لا يعني استواء وعافية علاقات أميركا وأوروبا بالمنطقة العربية ومحيطها الإقليمي.. إن لم يتزامن ويتوازى مع انتهاج سياسات جديدة وجادة في آن معاً تجاهها عامة وتجاه سورية بشكل خاص, سياسات تقوم أولا على أساس الحوار والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة كما عبر السيد الرئيس بشار الأسد غير مرة, وكما ينبغي أن تكون عليه العلاقات الدولية في مرحلة ما بعد الفوضى المدمرة والدامية التي شهدتها المنطقة العربية في السنوات الماضية جراء ما عانته من سياسات الخارج الحمقاء, وأمام الولايات المتحدة وأوروبا سجل حافل بمثل هذه السياسات .‏

إن الكثير الكثير من نيات التغيير ومن الاعترافات بوجود الآخر وحضوره تحتاج إلى التفعيل, وإلى تحويل القول إلى فعل وممارسة وسلوك, ودون أن يرتهن ذلك للتطرف والمزاجية العنصرية الإسرائيلية, التي لن تتورع عن تخريب أي نية أو اعتراف أو حتى فعل وسلوك, والتفعيل لا يعني المستوى السياسي وحده بل يتوازى ويتساوق مع المستويات الاقتصادية والثقافية وغير ذلك.‏

ثمة وقت للمجاملات والتشريفات وقد انتهى أو قارب الانتهاء, وقد حان وقت ترجمتها وتحويلها إلى أفعال وسلوك!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 2178
القراءات: 2084
القراءات: 2505
القراءات: 2455
القراءات: 2236
القراءات: 2602
القراءات: 2551
القراءات: 2484
القراءات: 2254
القراءات: 2574
القراءات: 2788
القراءات: 2685
القراءات: 2379
القراءات: 2838
القراءات: 2901
القراءات: 2991
القراءات: 2774
القراءات: 3149
القراءات: 3101
القراءات: 3204
القراءات: 2606
القراءات: 3074
القراءات: 3561
القراءات: 3318
القراءات: 3380

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية