| مزاج الحربــــــاء معاً على الطريق ثم ترفع المنديل لتظهر الحرباء بأحد الألوان الثلاثة: الأحمر أو الأخضر أو الأصفر، ومن خصائص الحرباء الأخرى أن لها لساناً يزيد على طولها تمده وتركن حتى تلتصق على مادته اللزجة حشرة صغيرة فتسحبها إلى فمها بسرعة السهم وتقضمها . وأراني لا أجد في الطبيعة كالحرباء شبيهاً بالمحافظين الجدد الذين قال عنهم الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر «إنهم يشكلون أكبر خطر على سمعة الولايات المتحدة» حتى إنك ترى أن تهمة (مجرم حرب) عندما يوصمون بها هم وعتاة الكيان الصهيوني أقل بكثير من حجم جرائمهم . وهم ليسوا حزباً سياسياً وإنما مجموعة (ليبرالية) قوامها عدد من العسكريين ورجال الفكر والإعلام والسياسة، يعملون لمصلحة الأثرياء الأمريكيين وأصحاب الشركات الكبرى على حساب الفقراء ، ومن أبرز مفكريهم اليهودي الصهيوني ليو شتراوس , ومن أبرز أفكارهم أن أمريكا التي تمتلك أكبر قوة في العالم يجب أن تضع النظام العالمي وتقود العالم ، أما دبليوبوش فلم يكن منهم وإنما حقّق لهم أحلامهم فسخروه لمبادئهم وليكون الناطق باسمهم ، فاحتضنهم معتمداً على ثلاث ركائز هم : نائبه ديك تشيني , ووزير دفاعه دونالد رامسفيلد , وممثل أمريكا في الأمم المتحدة جون بولتون . ومن أهدافهم (الفوضى الخلاقة) التي تعني إغراق الجماهير بالفوضى لتتمكن الصفوة من ضمان أمنها واستقرارها ، ومنها إباحة سفك الدماء في الدول النامية وتحديد النسل حتى لايستهلك أبناؤها مواردها التي هي من حقهم , وفيما يخص إسرائيل الخوف على الخلل الديموغرافي الذي يهدد كيانها. ومن أهدافهم أيضاً بناء شرق أوسط جديد تتزعمه (مملكة) إسرائيل التي ازدادوا تمسكاً بها ، ومنها الاستخفاف بالمنظمات الدولية والقانون الدولي , وتهميش الدول الكبرى روسيا والصين، أما بعد الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001 فقد أعلنوها حرباً شعواء على العرب والمسلمين وأطلقوا عليهم صفة إرهابيين وخاصة أبناء فلسطين وقال عنها دبليوبوش (حرباً صليبية) ثم ادعى أنها (زلة لسان) , وقرروا إعادة تشكيل بعض الدول كأفغانستان والعراق ولبنان وإيران . ومن أبرز أسلافهم الرئيس ريتشارد نيكسون (1969ـ 1974)، مجرم الحرب في فيتنام , ووزير خارجيته هنري كيسنجر , والرئيس رونالد ريغان (1981ـ 19889) أما أساليبهم فمن أبرزها الاعتماد على الجاسوسية , والتضليل الإعلامي وأكثر صحفهم انتشاراً (لوس انجلوس تايمز) و(نيويورك تايمز) و(وول ستريت جورنال) . إن المحافظين الجدد لا يقيمون وزناً للقيم الإنسانية والقيم الأخلاقية فلا يتورعون عن السعي الحثيث لمعاقرة كل أنواع الفساد والسفالة وعندما يتحدثون عن (القيم الأمريكية) لا يعنون بها سوى (مبادئهم ومعتقداتهم) فهم يتفوّقون على النازية بالبطش والعنصرية ولعلهم لا يحاربونها إلا بسبب (الهولوكست) التي أراد (هتلر) أن يمحق اليهود بها. ونحن ؟ نرى ونسمع وكأننا لانرى ولانسمع , ونعرف وكأننا لانعرف, وتزل أقدام بعضنا في منزلقاتهم , فكم يتمنى المرء أن نوهب بعضاً من شموخ كوبا وتحديها .
|
|