تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التّفكيك والتفكّك!

معاً على الطريق
الخميس 24-10-2019
علي نصر الله

قَبلت منظومة العدوان أم لم تَقبل، فَهمت أخيراً، تَفهّمت أم لم تفعل، تَراجعت تكتيكياً من دون أن تَتَخلى عن الإستراتيجيات، فإن ذلك لن يُوفر لها مَداخل جديدة ولا طُرقات التفافية، وإنما طُرقات باتجاه واحد،

باتجاه الخروج، الانسحاب، الانكفاء، فليكن اسمها ما كان، لتَبقى هزيمة، أو لتحفر في العمق معاني الهزيمة ودلالاتها.‏

من دون تَجميل، إنّ تطورات الميدان المُتوازية مع التطورات السياسية، بمُؤشراتها لا مُسمّى لها إلا ما يَلتقي مع ما كانت سورية أكدته مراراً وتكراراً منذ البداية، وما يَتطابق مع ما كان ردده حُلفاء سورية بلا حَرج، بل باندفاع المُؤيد الواثق من النهايات التي لا بُدّ أن تُترجم انتصار الحق على الباطل.‏

كتلة واحدة أو أجزاء مُنفصلة، مهما كان شكل منظومة العدوان وهي تَنكفئ وتَنشغل بلملمة أشلائها وحَزم حقائب الرحيل المَملوءة بالخيبات، فإنها - كتلة واحدة، وأجزاء مُنفصلة - هي التي اختارت، وبالتالي عليها أن تتحمل التبعات والتداعيات، وأن تَعترف للآخر، قبل أن تَعترف داخلياً بمَحدودية قُدراتها، وبالفشل والإخفاق.‏

ما الذي جَعلها كمنظومة تَضم أكثر من مئة كيان سياسي بينها كل الغرب الاستعماري، الشمال والجنوب، الدول العظمى، الكيان الصهيوني وكيانات العُهر الوهابي بالخليج، التنظيم الأخواني مُمثلاً بالكيان السلجوقي ومَحمية قطر .. ما الذي جعلها كمنظومة تصل إلى ما وصلت إليه من الوقوف أمام حَتمية الاختيار بين التفكيك والتفكك أو تَجرع الهزيمة المُكتملة؟‏

قوّة سورية، صلابتها، حقها وثَباتها، الجوهرُ في الأسباب والعوامل، يُضاف لها على نحو مُؤكد مَوقف الأصدقاء والحلفاء الداعم، وصولاً إلى قُدسية امتزاج الدم تصدياً، دفاعاً وشَراكة بالعمل المُقدس، هذا ما لا يُشكك به إلا جاهل بقراءة خرائط السياسة والأرض، فضلاً عن التاريخ، ولكن هل هناك عوامل أخرى كان لها إسهاماتها؟‏

نعم، هناك البلطجة، مُمارستها ونَهجها المُعتمد لدى الطرف الآخر - المنظومة إياها بالقيادة الصهيوأميركية - يُضاف إليها الغرور والغطرسة وقذارة الأدوات المُستخدمة، هو ما لعب دوراً فاضحاً كاشفاً، وهو ما أسهم بإنتاج حتمية مُواجهة الخيارات المُغلقة على تَفكك تحالف العدوان، وعلى تَفكيك أجنداته.‏

الثقة بين مُكونات تحالف العدوان باتت في وضع لا ينفع معها الاشتغال على الترميم، فالتفكّك حالة يُعانيها التحالف، وتَنهار معها المنظومة. أجنداتُ التقسيم، سيناريوهات الانفصال والفَدرلة، تَفككت أم ما حالها؟ وأين هي اليوم بالمُقارنة مع بدايات الحرب والعدوان؟‏

ما يُلخص الإجابات الصحيحة عن عشرات الأسئلة المَطروحة، ويَختزلها، ربما تُقدمه النظرة المُتمعنة بحال اللص أردوغان التائه بين واشنطن وموسكو، المُحاصر داخلياً، المَأزوم بمَقادير تُوازي أزمة شريكيه نتنياهو وترامب، وتُساوي أزمة دميم قطر وحَمديها، ولا تَقل عن أزمة ابن سلمانكو الشريك الآخر قبل تَحوله للخصومة كأحد ألد أعداء اليوم! انتظروا، فإنّ ما بعد التفكيك والتفكك آت، وهو أعظم، بل سنَجعله كذلك!.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 11990
القراءات: 1462
القراءات: 1176
القراءات: 1335
القراءات: 1295
القراءات: 1097
القراءات: 1352
القراءات: 1206
القراءات: 1336
القراءات: 1413
القراءات: 1417
القراءات: 1482
القراءات: 1758
القراءات: 1137
القراءات: 1207
القراءات: 1152
القراءات: 1515
القراءات: 1329
القراءات: 1305
القراءات: 1382
القراءات: 1334
القراءات: 1351
القراءات: 1331
القراءات: 1630
القراءات: 1336
القراءات: 1216

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية