ويكيليكس والأحداث العربية !
البقعة الساخنة الثلاثاء 21-2-2012 أحمد حمادة عندما سرب موقع «ويكيليكس» في السنتين الماضيتين ملايين الوثائق عن السياسة الأميركية في العالم عموماً ومنطقتنا العربية على وجه الخصوص، أدرك الكثير من المتابعين و المحللين أن الادارة الأميركية و الاستخبارات الأميركية كانت السباقة في نشر هذه الوثائق بكل ما فيها من أسرار وفضائح تطال أقرب المقربين و الحلفاء لأميركا في المنطقة.
وكان واضحاً أن واشنطن تريد من نشر غسيل كل من تورط معها في أزمات العراق و أفغانستان وغيرهما إنهاء مرحلة و البدء بمرحلة جديدة لها أشخاصها و مسؤولوها و سياساتها و خططها، وأنه لا عجب بالتالي من نشر مئات الألوف من الوثائق التي تسيء للسلطة الفلسطينية وتفضح اتصالاتها مع مختلف الأطراف الغربية و حتى اسرائيل أو تلك الوثائق التي تتحدث عن علاقة الادارة الأميركية بكبريات المحطات التلفزيونية الفضائية العربية.
واليوم تبدو الحاجة الأميركية لتسريب الكثير من الوثائق عما يجري في المنطقة العربية مع استمرار الاحتجاجات في معظم دولها ودخولها مرحلة خطيرة تبدو ملحة جداً لتحقيق غايات جديدة لرسم مستقبل المنطقة وشكل أنظمتها السياسية وخرائطها ولاسيما أن الادارة الأميركية كانت السباقة لركوب موجة الاحتجاجات المذكورة لتأمين أمن الكيان الاسرائيلي من جهة و مصالحها الاستراتيجية من جهة أخرى.
ومثل هذا الكلام نجد أدلته في وثائق ويكيليكس الجديدة التي تتحدث عن دور أميركي في محاولات تقسيم مصر إلى دويلات على أسس دينية و تمويل واشنطن لجمعيات أهلية في مصر و المغرب لتحقيق أجندات معينة توضح مدى خطورة المخططات الأميركية ومراميها لتفتيت منطقتنا العربية وإضعافها.
ahmadh@ureach.com
|