تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لنحذر و نحن نتكلم عن الحب ..

ثقافة- خط على الورق
الثلاثاء 16-2-2016
أسعد عبود

هذه العبارة من رواية للكبير الصديق حنا مينة – له العمر الطويل – أظنها « الشمس في يوم غائم ». حضرتني وسط وتوتات الأصدقاء يوم أمس الأول المصادف ما اتفقوا على تسميته عيد الحب. الفكرة مستوردة من الغرب و تقابل ذكرى لأحد القديسين ،

ولا أرى في ذلك أي احراج. بل على العكس لعله أطربني هذا العام أن ثمة في الوجدان السوري بقية فسحة للحب كيفما كانت و بأي مواصفات المهم أنها ليست الكراهية.‏

في الماضي لم أكن أضمر أي مشاعر لهذا اليوم و لا أذكر أني مارست فيه أي طقوس بما في ذلك أن أهدي وردة على ما في ذلك من جمالية خاصة و رائعة. الوردة المهداة لمستحق من قلب محب أجمل من كل ورود الدنيا. بل إنني سعيت يوماً مع صدىً للحب أن نقيم عيداً يخصنا نحن الاثنان ... كنت أحصد لها وروداً زرعتها بيدي ... و يوم اكتشفت جدارتنا بذلك ..؟! رجعت إلى 14 شباط. هنا على الأقل تتوافر جدارة القطط بالحب.‏

بالمناسبة أنا محاط بالحب في 14 شباط و 14 آذار و كل الأيام ، مع الاعتذار من « رينغو » العائد إلى بيروت ، و مجموعته. بيت و اسرة فيها زوجة و أولاد و حفيد رشيد و بستان تفاح و كرم زيتون و جبل وبحر و قلم و ورقة و ذهن ... هل لمثل هذا أن يبكي حباً كان أو لم يكن. لكنني أحببت أن أمارس اللعبة ، أتراه ثمة من يذكرك يا رجل ؟ من هند و أتراب لهند اللواتي عرفهن عمر بن ربيعة أواخر قصائده للحب. على الهاتف اكتشفت بشيء من حزن أنني من المتأففين بسرعة ، و أن لي في وجدان امرأة وجوداً يسمو حتى على هموم القديس فالنتاين.‏

تذكرت تحذير حنا مينة عندما نتكلم عن الحب ... الحديث الطويل المتشدق عن الحب يجعله حبلاً من الوهم ، و ترك الحياة تقدمه على حين صدفة ... و نلوذ بالصمت لعله الأفضل.‏

طبعاً لست أبداً و بالمطلق استاذاً في الحب ... لكنني أتفقد ضوءاً و لو خافتاً في أصقاع الكراهية. شعبي يحتاج الحب و يستحقه ... كل من يعيش في وطني و عالمي أهل للحب و أن يهجر الكراهية. لكن .. أين ذلك من واقعنا الذي نعيش..؟!.‏

قرأت كثير الأدب شعراً و نثراً عن الحروب الأهلية ... حروب ابناء الحب الواحد .. و شاهدت حوله فناً بلا حدود ... بل إن رواية ذهب مع الريح شدتني لتتبع كل أدب أو فن ظهر حول الحرب الأهلية الأميركية. رأيت صورتهم وحشاً من الجنوب و وحشاً من الشمال .. و طالعت صور الخراب و أعداد القتلى و حجوم المآسي ... تقول امرأة مع رضيعها في كوخ منفرد و سط صحراء من الصقيع لرجل دخل باب كوخها : في هذه الفيافي كلما دخلت باباً ستطالعك امرأة وحيدة و معها طفلها... عاد الشعب الأميركي إلى الحب و عادت دولته .. طالت خطاه على طريق العودة .. و الأدهى أنه ذاق مرارة التجربة وما زال يشجع شعوباً أخرى عليها.‏

كنت دائماً أتخيل ذلك بعيداً عنا حتى دخلنا التجربة.‏

في فيلم « يوم خرجت السمكة من الماء » يقول لصاحبه تعليقاً على قنابل ذرية سقطت من طائرة في منطقة مجهولة : يمكن أن تسقط في أي مكان بالعالم إلا اسبانيا ...؟‏

طبعاً فقط لأنهما اسبانيان....‏

as. abboud@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 632
القراءات: 939
القراءات: 921
القراءات: 896
القراءات: 943
القراءات: 982
القراءات: 986
القراءات: 971
القراءات: 1063
القراءات: 1072
القراءات: 1012
القراءات: 1056
القراءات: 1023
القراءات: 1066
القراءات: 1321
القراءات: 1205
القراءات: 1111
القراءات: 1132
القراءات: 1192
القراءات: 1188
القراءات: 1196
القراءات: 1218
القراءات: 1212
القراءات: 1267
القراءات: 1262

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية